خوفاً من «بريكست».. البريطانيون يخزنون الأدوية.. «الأوروبي»: تراجع ماي عن شروطها السابقة يسهل التوصل لاتفاق
شكل رفض البرلمان البريطاني لاتفاق «بريكست» الذي طرحته رئيسة الوزراء تيريزا ماي أسوأ هزيمة برلمانية تمنى بها حكومة في تاريخ بريطانيا الحديث, ما أثار اضطراباً سياسياً وحالة من عدم اليقين داخل البلاد وسط مخاوف من تأثر الاتفاقيات والأعمال التجارية، الأمر الذي قد يؤدي إلى خروج البلاد من التكتل الأوروبي دون اتفاق أو حتى عدم الخروج، إلا أن ذلك لم يمنع رئيسة الوزراء من التعنت والتشبث بمواقفها السابقة في المفاوضات مع الزعماء الأوروبيين, ما ينذر بأن الأمور متجهة نحو مزيد من التأزيم ما لم تتراجع ماي عن خطوطها الحمر.
وفي هذا الإطار رأى مفوض شؤون الزراعة بالاتحاد الأوروبي فيل هوغان أن بريطانيا قد تذلل معظم العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق حول خروجها من التكتل إذا ما تراجعت عن وعد بمغادرة الاتحاد الجمركي للاتحاد.
ونقلت /رويترز/ عن هوغان قوله أمس: أنه إذا تراجعت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي عن خطها الأحمر بشأن الخروج من الاتحاد الجمركي ستتبدد جميع العقبات العالقة بشأن التوصل إلى اتفاق.
وأكدت ماي بعد التصويت في البرلمان برفض اتفاق كانت قد توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي, أن سياسة الحكومة ما زالت تتمثل في البقاء خارج الاتحاد الجمركي, فيما اعتبر مسؤولون في الاتحاد أنه إذا ما تخلت بريطانيا عن هذا الرفض فسيكون الاتحاد راغباً في التفاوض وقد يذلل الصعوبات ذات الصلة بالحدود الأيرلندية, العقبة الأساسية في المباحثات.
وكان البرلمان البريطاني رفض بالأغلبية خطة ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي لتسارع دول التكتل بإنفاق ملايين اليوروهات وتوظيف آلاف العمال وإصدار مراسيم طارئة للتعامل مع احتمال مغادرة بريطانيا دون اتفاق.
إلى ذلك ذكرت صحيفة « التلغراف « أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي لم تتراجع عن مواقفها السابقة في المفاوضات مع الزعماء الأوروبيين، رغم فشلها في تمرير خطتها لبريكست عبر البرلمان البريطاني.
ونقلت الصحيفة أول أمس عن مصادر دبلوماسية بالاتحاد الأوروبي لم تسمها، أن مطالب ماي لا تزال تتركز حول وضع إطار زمني ملزم قانوناً في ما يتعلق بالحدود الأيرلندية، وهو ما يعطي بريطانيا حق الانسحاب من التكتل الأوروبي من جانب واحد، أو الالتزام بإبرام اتفاق تجاري قبل عام 2021، بما يحول دون دخول الترتيبات الخاصة بقضية حدود أيرلندا حيز التنفيذ.
وتهدف الترتيبات الخاصة بقضية الحدود الأيرلندية إلى الحيلولة دون العودة إلى القيود على الحدود بين أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، وأيرلندا الشمالية التي هي جزء من المملكة المتحدة.
وحسب «التلغراف»، فإن ماي جددت مطالبها في محادثات مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والزعيم الأيرلندي ليو فارادكار.
وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدر دبلوماسي رفيع في الاتحاد الأوروبي، أن تمسك ماي بمطالبها القديمة تسبب في حالة عنوانها الشكوك والارتياب لدى الزعماء الأوروبيين.
من جانب آخر حث كبار الأطباء البريطانيين الحكومة على الكشف عن مخزون الأدوية الوطنية، وسط أدلة متزايدة على أن المرضى يقومون بتخزين الأدوية استعداداً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وحثت الكلية الملكية للأطباء (آر سي بي) التي تمثل عشرات الآلاف من الأطباء، الحكومة على أن تكون أكثر شفافية بشأن المخزونات الوطنية، لاسيما فيما يتعلق للأدوية الناقصة أو تلك تحتاج إلى التبريد، مثل الأنسولين.
بدورها حذرت لجنة الخدمات الصيدلانية (بي إس إن سي ) من أن النقص في الأدوية قد زاد في الأشهر الأخيرة.
وعادة ما يتم شراء الأدوية بأسعار التعريفة المحددة وطنياً, ومع ذلك يمكن للصيدليات التقدم بطلبات للحصول على امتيازات سعر تدفع بموجبها خدمة الصحة الوطنية أموال أكثر بشكل مؤقت عندما تكون الأدوية ناقصة.
وارتفع عدد طلبات الامتياز التي تقدمت بها لجنة الخدمات الصحية من 45 في تشرين الأول، إلى 72 في تشرين الثاني و 87 في كانون الأول.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889