تشهد العاصمة الفرنسية بعد ظهر اليوم الأحد لقاء حاشداً في إحدى صالات الاجتماعات وسط باريس يضم مئات المفكرين والكتاب الفرنسيين والأوروبيين لاستكمال التوقيع على بيان (نداء دمشق) الذي تم إعداده من قبل نخبة من المفكرين والمثقفين تمهيداً لإطلاقه بداية آذار القادم ضمن لقاء فكري يعقد في دمشق تحت عنوان: (دمشق قلب الصمود العالمي في وجه العولمة) بحضور العديد من الكتاب والمفكرين والإعلاميين الفرنسيين المعارضين للحرب على سورية.
وأكد الكاتب والإعلامي السوري عدنان عزام أن سورية تعيش اليوم في أذهان أحرار العالم وأنها تشغل حيزاً كبيراً من تفكيرهم أكثر من أي وقت مضى بفضل صمودها في وجه الإرهاب وداعميه مضيفاً: إن المفكرين والكتاب الذين شاركوا في اللقاءات التحضيرية لإعداد النداء وعقد لقاء الأحد الموسع لإطلاق أفكار جديدة تدعو لاستقلالية القرار الوطني لكل دولة يجمعون على أن سورية باتت تشكل مثلاً يحتذى في استقلالية القرار الوطني.
وأشار عزام مطلق هذه المبادرة إلى أن المثقفين الأوروبيين سيحضرون إلى دمشق يوم السبت الثاني من آذار لإطلاق مبادرتهم.
و ذكر أن لقاء اليوم الأحد في باريس يعتبر يوماً سورياً وطنياً بامتياز وسيشمل شرحاً لعدة فعاليات ستتم في سورية على مدى شهري آذار ونيسان القادمين كما سيتم عرض فيلم سورية أسطورة صمود خلاله.
بدورها الدكتورة الروسية داريا دوغين خريجة جامعة السوربون – قسم العلوم السياسية- رأت أن خلاص أوروبا هو بخلاصها من السيطرة الأميركية، وأكدت أهمية النداء الذي سيحظى بتوقيع المئات من الفرنسيين والأوروبيين ومن ثم أهمية إعلانه في دمشق كعاصمة للسيادة الوطنية على مستوى العالم.
وأكد الناشط الفرنسي إيمانويل لو روا أن صمود سورية جعلنا نشعر بالأمل بأن التخلص من الخنوع والتبعية لأميركا وإسرائيل ممكنان.
ويتضمن النداء الذي وقعه حتى الآن نحو ثلاثمئة كاتب ومفكر ومثقف أن انتصار الشعب السوري أصبح مثلاً يحتذى ومنارة لكل شعوب الأرض التي تتعرض للغزو والاحتلال من قادة عصابات الأموال الأنكلوسكسونية والصهيونية، وأعطى درساً بأنه يوجد طريق آخر غير طريق الذل والخنوع إنه طريق الشهامة الذي يقود إلى الحرية فهل تستطيع فرنسا التعلم من الدرس السوري واستلهام هذه الشجاعة والتحرر من الخنوع للحلف الأطلسي والذي يقيدها منذ زمن طويل؟
ويختتم الموقعون على النداء بالقول: نحن رجال ونساء العالم الأحرار علينا تعلم الدروس من الصمود الأسطوري والبطولي للشعب السوري الذي خلق واقعاً سياسياً جديداً على مستوى العالم وإلى دمشق علينا أن نتجه إلى العاصمة الرمز للعالم الحر.. إليها يجب أن تتجه أنظارنا وعلينا القيام بكل ما نستطيع لكسر الحصار الجائر عليها والذي يسبب الموت للسوريين وأن نضع حداً للتدخل الأجنبي في الشأن السوري ونسعى لإعادة خلق العلاقات الجيدة بين شعبينا علاقات تقوم على الاحترام المتبادل للسيادة الوطنية لبلدينا وشعبينا والمبنية على مبادئ القوانين الدولية منذ زمن طويل.
باريس – خاص
التاريخ: الأحد 20-1-2019
رقم العدد : 16889