الملحق الثقافي..محمد خالد الخضر:
في آخر العمر الحزين..
على مرايا لهفتي
أحكي الحكاية يا دمي
لم يبق للفرح الجميل قصيدة.
تلك الطيور نشيدة النسيان
في أحلامنا
لا شي أمنح للوراثة..
غير جرحي..
إنه مثلي..
يغادر في صباح قادم.
هذا الدمار بلا وثائق..
والمعاول في الكهوف..
وفأس أبرهة التي طعنت أبي
خلف الجدار بلا سؤالْ.
منفى دمي بين السنونو والصبايا..
بين أوهام الرمال على الرمالْ.
الظل ُ يا أبتاه
مطعون بوقفته الحزينة..
كان يغمرني..
إذا سلمتني قلماً..
لأكتب ما يقالْ.
تلك التي كانت على صغرٍ..
تزاحمني على شغف الكتابة..
لا أراها..
إنها تلك الخرافة..
عندما تحكي الجروح لأمها
وتبل أدمعها هدى كفيك..
أنت حملتني فرحاً..
وأنت حملتني وجعاً..
لماذا لم يكن هذا السؤالْ؟!
…
قل لي إذا الأسياف
صارت من خشب.
أنا من أقاتل يا أبي
علمتني أن لا أنام
على خداع يا أبي
أو لا أكون على الحيادْ.
…
هل تستطيع..
إذا سألتك أن ترد على سؤال؟
أخشى على
فرط الشجاعة في دمي.
وأنا بلا ظهرٍ..
بلا سيفٍ..
بلا قومٍ..
سأغدر بالقتال.
قل يا أبي
قل يا صديق التين
والبلوط والكرم الحلال.
كيف السفوح تمردت.
كيف الأساطير الوفية..
أنكرت فرسانها
كيف الكتابة..
لم تعد إلا ثغاءً..
لا يبالي.
…
الساحرون بلا مخافر..
يرسمون حدود قافيتي
ويتجاوزون إلى البلاد
وما عليها.
الأمة الخرقاء يا أبتاه..
هذا ما لديها.
لا تمتلك فرساً..
ولا تحكي لماذا..
كان فيثاغورث
أستاذاً وناطوراً عليها.
…
الآن تشربني المآسي..
حين أكشف لهفتي
أشتاق للأيام تعبر كالسحابهْ.
في أمة مخروقة
ضاعت على تفاسير الكتابهْ.
رجل طويل الشعر..
أقصر من ذبابهْ.
يأتي إليها بالمخطط..
يرسم التاريخ رقصاً
أو عتابا.
يعد شهراً كي نقوم بدبكة
فلتصنعي يا أمتي
قوس الربابهْ.
أواه..
يا أبتاه..
ما نفع انتفاضات الكتابهْ.
وأنا بلا ظهرٍ..
ولا سيفٍ..
وحولي كل هذا الموت..
يعلن اقترابهْ.
…
هذا سؤال يا أبي..
من أسئلهْ
صعب على شعب يمدّ خيوله..
ويراقب / المايكات/ والرقصات..
كي تعطيه حلاً..
أو يبادر مرةً
في حل تلك المسألهْ.
أبتاه عفوك لا أرى..
إلا قضايا لا تحل رموزها
وأرى جموعاً
أعطت الدجال آخر حلمها..
وأرى جموعاً جاهلهْ
التاريخ: الاثنين 21-1-2019
رقم العدد : 16890