مستويات الفقر ترتفع في أوروبا وأميركا ..تقرير أممي: معدلاته في دول الاتحاد تتزايد.. والحال يسوء أكثر مع إدارة ترامب
رغم ادعاءات المسؤولين الأميركيين والأوروبيين بأن بلادهم مزدهرة اقتصادياً واجتماعياً، إلا أن الحقائق والتقارير الصادرة عن الهيئات الدولية تكشف بوضوح زيف هذه الادعاءات، وتؤكد الوقائع أن نسبة كبيرة من شعوب الغرب تعاني الفقر والجوع وعدم توفر السكن اللائق، بالإضافة إلى وجود أعداد كبيرة ممن يفترشون الأرض لعدم توفر المأوى أو بحثاً عن لقمة طعام يسدون بها جوعهم.
فقد كشفت تقارير الأمم المتحدة المتعلقة بالفقر وحقوق الإنسان أن أميركا تعدّ واحدة من الدول التي يعاني الكثير من شعبها من الفقر المدقع، بالإضافة إلى التمييز الطبقي الفاحش الآخذ بالازدياد مع مرور الوقت.
وفي هذا السياق أكد مقرر المنظمة بشأن حقوق الإنسان فيليب ألستون في تقرير له ارتفاع مستويات الفقر بأميركا في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، وأشار المسؤول الأممي إلى أن الفقر هناك واسع النطاق ويستفحل في ظل الإدارة الحالية التي يبدو أن هدفها إلغاء شبكة الأمان التي تحمي ملايين الفقراء فيما تكافئ الأغنياء.
وأضافت التقارير أن الفقر المدقع في أميركا ليس جديداً، فالسياسات المتبعة منذ الحرب التي أعلنها الرئيس الأسبق ليندون جونسون على الفقر في ستينيات القرن الماضي كانت تتسم بالتقصير بكل الأحوال، والسياسات التي تم انتهاجها العام المنصرم لم تكن أفضل من سابقاتها بحسب تقرير الأمم المتحدة، ولقد أكدت العديد من التقارير الإخبارية بأن الفقراء في أمريكا يحصلون على القليل من الملابس، وليس من قبيل الصدفة أن ترى المزيد من المشردين الذين ينامون في الشوارع في لوس انجلس أو نيويورك وغيرها من المدن الكبيرة.
وتضيف التقارير أن أوروبا ليست أحسن حالاً من أميركا، أوروبا كما يعتقد الكثير من الناس بأن القارة العجوز تعتبر جنة على الأرض ولكن الحقيقة غير ذلك، لأن القارة الخضراء تعاني أيضاً من مشكلة الفقر وهذا الأمر يؤكده الاعتراف الذي أدلى به شيفون كولينجوود، مدير إحدى مدارس مدينة لانكشاير، الواقعة شمال غرب بريطانيا، حيث قال بأن طلاب مدرسته يعانون من الجوع لدرجة أنهم يبحثون عن الطعام بعد دخولهم إلى المدرسة في صناديق القمامة ولفت إلى أنه من بين كل عشرة طلاب في المدرسة، هنالك واحد منهم يؤمن احتياجاته الغذائية من بنك الطعام أو ما يسمى مؤسسة مساعدة المحتاجين.
وأوضح أن قضية الفقر والجوع في أوروبا لا تقتصر فقط على بريطانيا، بل إن هناك العديد من البلدان في هذه القارة المذكورة، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، اللتان تعانيان أيضاً من هذه المشكلة الاجتماعية وهناك الكثير من المدارس في هذه البلدان يعاني طلابها من الفقر والجوع وهناك فقراء ومحتاجون في كل المدن الكبيرة مثل ميونيخ وبرلين وباريس ولندن ويمكن رؤية المشردين والمتسولين في الطرقات ومحطات المترو، وأن أوروبا ليست كما يتصور البعض جنة الثراء والرخاء في العالم، بل فيها أيضاً من لا يجد قوت يومه، ومن ليس له مأوى يحميه من برد الشتاء القارص، ورغم أن الاتحاد الأوروبي كان قد أعلن أن سنة 2010 هي السنة الأوروبية لمكافحة الفقر، إلا أن الظاهرة ما زالت موجودة بقوة، وتشير تقارير الاتحاد الأوروبي إلى أن معدلات الفقر في دول الاتحاد وصلت إلى 16% ، وهي مرتفعة في الجنوب عنها في الشمال حيث تصل إلى المستوى الأدنى في الدول الاسكندنافية في حين تصل في إسبانيا واليونان إلى 20% ، أما أكثر الفقراء الأوروبيين فهم المجريون والبلغار والرومانيون.
وفي سياق متصل تفيد العديد من التقارير بأن هناك صناديق مخصصة للأطفال في كوريا الجنوبية التي تعدّ من أغنى دول العالم وفائدة هذه الصناديق هي تسهيل عملية إيجاد وتبني أطفال الآخرين الذين قامت أمهاتهم بوضعهم في هذه الصناديق خوفاً من الفقر والجوع، وأما بالنسبة لدولة سويسرا، فقد قامت السلطات السويسرية بعمل «ابتكارات» لنشر ثقافة حضانة وتبني الأطفال الرضع، وفي هذا الصدد، قامت الحكومة السويسرية بتركيب نوافذ لوضع الأطفال الرضع بجوار مستشفى مدينة دافوس.
وكالات- الثورة:
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891