دمشق عاصمة السيادة

نداءُ دمشق، دمشقُ قلبُ الصمود العالمي في وجه العَولمة، سورية أُسطورة صمود، دمشقُ عاصمةٌ للسيادة الوطنية على مُستوى العالم، الشعبُ السوري صار المثال والمَنارة لكل شعوب العالم، دمشقُ رمزٌ للعالم الحر وإليها يجب أن تتجه أنظار أحرار العالم.. إلى آخره.
هذه المَقولات الكُبرى هي جزء من رؤىً نَضجت، وعبَّر عنها مُؤخراً مئات المُفكرين والكتّاب والمثقفين الفرنسيين والأوروبيين، 300 منهم على الأقل اجتمعوا، نُخبة منهم صاغت بياناً غاية بالأهمية، أَغلبيتهم ستَجتمع بدمشق لإطلاق النداء الذي سُّمي باسمها، بعد أن انتهى عددٌ آخر من تصوير فيلم سيَجري عرضه تحت عنوان (سورية أسطورة صمود).
الفكرة خَلّاقة، الخطوة تَنطوي على شكل من أشكال الانقلاب على سياسات الغرب، الفكرة والخطوة والمُحتوى والمَضامين، الرسائلُ الفكرية والثقافية والسياسية، مُهمة جداً في هذا التوقيت، وقد تَكتسب مَزيداً من الأهمية فقط لأنها تَنطلق من عُمق الغرب، رغم أنه سيُوجد في مكان ما من هذا العالم مَن يقول: لماذا الآن؟ كما سيُوجد آخرون ليَسألوا: أين كان هؤلاء؟ فيما سيُوجد من يُشكك بقيمة وجَدوى الحركة من أصلها لطالما أنّ العولمة تَكتسح ولا تُبقي على شيء!.
بصرف النظر عن المُنتقدين والمُشككين وغاياتهم، دوافعهم وأسبابهم الذاتية الموضوعية وغير الموضوعية، فإنّ ما تَعتمله حركة الكتَّاب والمفكرين والمثقفين الفرنسيين والأوروبيين من أهمية تَبقى أكبر من كل مُحاولة انتقاد أو تَشكيك، حتى لو أتت حركتهم مُتأخرة برأي كثيرين يَعتمدون فَرضية أن هذه الشريحة النخبوية كان يجب عليها أن تَستشعر وتتحرك قبل وقت طويل من الآن، وليس بعد أن اتضحت للعامّة ملامح المرحلة التاريخية الأهم التي افتتحها صمود سورية الأسطوري، الذي يَخلق – بلا ريب – في هذه الأثناء واقعاً سياسياً عالمياً مُختلفاً.
من حيث المبدأ، دعونا نَنأى عن الغَوص المُبكر بما قد تَفتحه حركة المثقفين والمفكرين هذه من سجالات حول العالم، لنُلامس جَوهر الحركة التي تَرفع عناوين السيادة الوطنية، الخلاص من الهيمنة الأميركية، التَّحرر من تُهمة معاداة السامية التي يَخشاها الغرب كثيراً. ولنَلتقط حقيقة أنّ ثمة نخبة واسعة في أوروبا – ولا يُستهان بها – بدأت تكتشف أن هناك طريقاً آخر يُمكن لأوروبا أن تَختطه بعيداً عن أميركا وإسرائيل، بل بعيداً عن الذل والتبعية والخنوع.
الطريقُ إيّاه لم تَتضح مَعالمه، ولم يَكن مساره بَيّناً قبل تَسطير سورية مَلحمة الصمود، وبالتالي قبل الدرس السوري الطويل لم يَكن جَلياً للعالم الإجابة عن الطرح الذي يَسأل: هل هناك إمكانية حقيقية لتَرسيخ استقلالية القرار الوطني للدول ذات السيادة كحالة؟ أم أنه إذا كان ذلك مَطروحاً، فإنه الطرح غير الواقعي في ظل واقع سياسي لا يُقيم وزناً لذلك ولا أيّ اعتبارات للسيادة، لتُبدي سورية الحقيقة في أبهى تَجلياتها، فَتُجيب خلافاً لكل الإجابات الأخرى التي لا تَحكمها سوى مُصطلحات العولمة التي بات يَستسلم لها العالم، حُكوماته والشعوب قبل النُّخب!.
الحركة الفكرية الثقافية الأوروبية باتجاه دمشق، تحت هذه العناوين، وبأبعادها السياسية والتاريخية، لا شك أنها تُمثل ربما سبباً إضافياً لنَشعر بالسعادة، ولنُحسن تَقدير أهمية ما قُمنا به وصار أساساً مَتيناً للعالم ليَبني عليه، وإذا كنّا نَغبط بلدنا وأنفسنا، على أننا صرنا قبلة أحرار العالم، وأنموذجه الذي يُحتذى، والذي يَشغل مساحات واسعة من تفكير نُخبه، فإننا نَعد أمتنا والعالم بأن نَضربَ مواعيد أخرى للشرف والحرية والكرامة والسيادة، نَلتقي عليها مع أحرار العالم، ولا نَكتفي بآذار ونيسان المُقبلين مَوعداً لإطلاق نداء دمشق، عاصمة السيادة التي ستَستضيف فعاليات فكرية تُؤكد أنها المَنارة للقادم.
معاً على الطريق
علي نصر الله
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893

 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية