حتمية الخروج الأميركي!

 

خلال الأسابيع الماضية التي أَعقبت إعلان دونالد ترامب قرار سحب قواته الغازية من سورية، امتلأت الفضاءات السياسية لمنظومة العدوان التي تقودها الولايات المتحدة بسجالات حادّة، على المُستوى الداخلي الأميركي أدّت إلى ما أدت إليه من إقالات واستقالات، وعلى المُستوى الخارجي قادت وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي لجولتين عاجلتين شملتا بلدان المنطقة كمُكونات في حلف العدوان، بهدف الشرح، التوضيح، وربما لعرض الحيثيات والخطط البديلة والمُستقبلية.
من دون الخوض في التفاصيل المُؤكدة، وتلك المُسربة التي لم يُؤثر بتَداعياتها التأكيد من عدمه سواء الصادر عن الجانب الأميركي أم عن جانب الأطراف الأخرى ذات الصلة، يَبقى من الثابت أنّ الخروج الأميركي صار أمراً حتمياً – ربما – على الرغم من التصريحات المُتكررة التي نَفت أن يكون هناك ثمة برامج زمنية مُحددة للخروج والانسحاب!.
ما الذي يدفع للاعتقاد بأنه بات أمراً حتمياً خروج أميركا المشروط أو غير المشروط؟ مع مُلاحظة سقوط الشروط الأميركية مُبكراً، ولاحقاً مع ملاحظة تَعثر محاولات تدوير الزوايا للتوافق مع نظام أردوغان على ما جرى تسميته مُحاولة ملء الفراغ الأميركي المزعوم، مرّة بمُعاودة طرح المناطق الآمنة، وأخرى بجعل النظام الأخواني الوكيل الحصري لأميركا وحلفها الشيطاني!.
لم تَدع الولايات المتحدة ومعسكرها وسيلة أو طريقة إلا وقد جرّبتها، ولم تترك فعلاً أو ذراعاً وذريعة إلا وقد قامت به، لكنها لم تصل إلى أي نتيجة سوى الفشل، بل إنها باتت تَفقد من حسابها ورصيدها الكثير، وراحت انعكاسات ذلك تترك تداعيات كُبرى على ملفات أخرى لا تقل أهمية، وقد بدأت تَخرج عن السيطرة مسارات لا يمكن لواشنطن أن تستوعبها أو أن تَهضمها بمَعزل عن القيام بخطوة مُؤثرة بحجم الانسحاب والخروج – حسب تقديراتها – ستَمنحها فرصة التَّحدث بلسان آخر، يَسوق ادعاءات أخرى يَتقبلها الآخر أو يَنخدع بها.
حتميةُ الخروج الأميركي، تُوازي حتمية أخرى وتُساويها، اعترفت بها واشنطن أم لم تعترف فإنّ شيئاً لن يتغيّر بالأولى، وهي أن الهزيمة تَحققت ولَحقت ليس فقط بالدواعش وباقي المشتقات الإرهابية، وإنما بالمشروع الذي أُريد لهذه التنظيمات أن تكون الحامل له، بل ليس من المُبالغة في شيء أن يُقال بأن كل الخطط الأميركية البديلة، الإسعافية منها التي أُعدت على عجل، وتلك التي كانت مُعدة سابقاً، باتت بلا جدوى، وبالقياس نتيجتها ستُساوي الصفر، وتَضغط بهذه الأثناء باتجاه حتمية الخروج، الذي إذا ما جرى، فسيكون ما بَعده تفاصيل، مَهمَا تَلاعبَ بها اللّص أردوغان فلن يَحصد إلا الوهم والخيبة مُجدداً.
علي نصر الله

 

التاريخ: الأثنين 28-1-2019
رقم العدد : 16895

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة