عشية الكلمة التي سيلقيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن حالة الاتحاد، تتكشف بعض المحاور التي سوف يتطرق لها، وذلك على وقع التوترات التي لاتزال قائمة بشأن معركة إغلاق الإدارات التي اقتربت مهلتها المحددة في 15 شباط، والتجاذبات التي تحصل مع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في هذا الخصوص.
فقد قال ترامب إنه قد يعلن الطوارئ على المستوى الوطني مما يتيح له الحصول على التمويل اللازم لبناء جدار على طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مشيراً أن ذلك يعود إلى عدم تحرك الديمقراطيين فيما يبدو في اتجاه التوصل لاتفاق يتضمن توفير تلك الأموال، وتابع في تصريحات أدلى بها أثناء حفل بالبيت الأبيض لم نتوصل معهم إلى أي اتفاق.
ومضى يقول: أعتقد أن هناك فرصة جيدة أننا سنفعل ذلك، في إشارة إلى إمكانية إعلان الطوارئ مما يسمح له باستخدام أموال خصصها الكونغرس لأغراض أخرى.
الى ذلك صعد ترامب هجماته على رئيسة مجلس النواب قائلاً: إنها سيئة للغاية بالنسبة لبلادنا وإنها لا تعارض الاتجار بالبشر، لأنها ترفض جداره الذي وعدت بإقامته منذ فترة طويلة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.
وقال ترامب أيضا إن هناك ما أسماها بالفرصة الجيدة لمواصلة تهديداته السابقة بتجاوز الكونغرس وإعلان حالة الطوارئ على المستوى الوطني للحصول على تمويل الجدار.
واعتبر ترامب تراجعه انتصارا سياسيا لبيلوسي التي أصبحت رئيسة مجلس النواب الشهر الماضي عندما تولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين.
وفي مقابلة مع شبكة سي.بي.إس الإخبارية، وصف ترامب بيلوسي بأنها عنيدة للغاية وقال إنها كانت تحاول كسب نقطة سياسية بمعارضتها لمطالبه بتمويل الجدار.
وقال ترامب إن الجدار ضروري متذرعاً بأنه سوف يحد من الهجرة غير المشروعة وتهريب المخدرات، في حين وصفت بيلوسي الجدار بأنه مكلف وغير فعال وغير أخلاقي.
وقال ترامب عندما سئل عما تعلمه في مفاوضاته مع بيلوسي : أعتقد أنها سيئة للغاية بالنسبة لبلادنا، إنها تريد في الأساس حدودا مفتوحة.
هذا وكان البيت الأبيض كشف عن مقتطفات من كلمة ترامب التي سيلقيها في الكونغرس بعد غد الثلاثاء.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض، إن ترامب سيدعو الكونغرس لاستصدار تشريع لتمويل مشاريع للبنية التحتية، وسيطلع المشرعين على تطورات المحادثات التجارية مع الصين، ويحثهم على الموافقة على اتفاقية التجارة التي تم التوصل إليها مع كندا والمكسيك لتحل محل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية «نافتا».
في السياق ذاته أشار ترامب إلى أن الخطاب السنوي عن السياسة الأمريكية سيتضمن حديثا مكثفا عن الجمود السياسي مع الديمقراطيين بشأن بناء الجدار ، وهي قضية مثار تشاحن كبير بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي أدت إلى إغلاق لبعض الإدارات الحكومية دام 35 يوما وانتهى قبل أسبوع.
والتطرق إلى ذلك بشكل مطول قد يقوض أي محاولة من ترامب للتوصل لحل وسط، وهو أمر يحث كثير من الجمهوريين، وبعضهم مقربون من البيت الأبيض، على عرضه في محاولة لتهدئة الأجواء وتجاوز الخلاف بشأن الإغلاق.
وبعيدا عن الجدار، قال مسؤول بالبيت الأبيض لرويترز إن ترامب سيتحدث عن أمور يرى أن الجمهوريين والديمقراطيين قد يتمكنون من الاتفاق عليها، ومنها خطة لتمويل تطوير البنية التحتية في أنحاء البلاد وخفض تكلفة العقاقير والعمل على حل الخلافات المستمرة منذ فترة طويلة بشأن برنامج الرعاية الصحية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899
