إلى أين

ترامب الرجل الإشكالية، كما نعتُّه منذ ترشحه للرئاسة الأمريكية، ها هو يُدخِل بلده بإشكاليات غير مأمونة النتائج، إن بالنسبة لها أو للدول التي يتدخل فيها، مخالفاً بنداً مهماً في بيانه الانتخابي، وهو عدم تدخله في شؤون داخلية لأي بلد في العالم.
ها هو يلغي اتفاقيات مهمة مع دول كبرى، كانت تؤمن مناخاً آمناً لدول العالم، أولها اتفاقية الملف النووي الإيراني، الذي كان أبعد الارتعاد في الكيان الصهيوني؛ من القوة الإيرانية. رغم محاولة نتنياهو السعي إلى تعطيله منذ البداية، متى تبدو النتائج؟؟
اتفاقية الصواريخ متوسطة المدى مع روسيا، التي بخروجه منها يمنح الفرصة لروسيا لإعادة النظر في التوسع بنشر صواريخها، بما يحقق أمن بلادها، وبالتالي ستعمل روسيا على تطوير سلاحها الصاروخي، وستبدأ بنتاجات صاروخية جديدة.
ترامب يجدد ويضاعف الحصار على إيران، ويلوح بحصار اقتصادي على روسيا.. ترامب يقيم حصاراً اقتصادياً خانقاً على الدولة السورية، وعلى شركات وشخصيات اقتصادية سورية، علماً أن أيُّ حصار لا بد أن يزولْ، وحصار كوبا لنصف قرن خير مثال.
ترامب يرفع الرسوم الجمركية، على البضائع الصينية المصدَّرَة لأمريكا، ويمنع شركات أمريكية من الاستثمار في الصين، ما جعل الرد الصيني تجاه قراره هذا صفعة للاقتصاد الأمريكي، بالتالي خَسِرَ تأييد الاقتصاديين والشركات الأمريكية..
ترامب يزور القاعدة الأمريكية عين الأسد في الأنبار كاللصوص، دون علم الدولة العراقية، ويصدر قراراً بسحب قواته العسكرية من سورية دون تحديد مدة زمنية، ثم يعلن أنه سينقلها إلى قاعدة عين الأسد في الأنبار العراقية، وأركان إدارته لا توافقه.
ترامب يتدخل في الشؤون الداخلية لفنزويلا، ويعترف بخوان كوايدو، رئيساً للبلاد ويدعو الدول الأوربية للاعتراف به، ويغرد بإدخال قواته داعماً، غير عابئٍ بالرئيس المنتخب، ضارباً بالديمقراطية المزعومة التي يتذرع بها أمام العالم عرض الحائط.
مادورو بصموده وشعبه المناصر له، يرفض دخول مساعدات إنسانية من أمريكا التي تحاول بث الفتنة والفرقة بين الشعب الفنزولي.. رغم موافقة مادورو الدعوة لانتخابات برلمانية مبكرة.. إنه سيناريو تعددت فيه الأسباب والربيع (العربي) واحد
هل يمكن تبرئة ما يحدث في فرنسا.. في السودان.. من اليد الأمريكية المنفذة لخططٍ صهيونية بأيدٍ محلية، فتبقى دول أوربا في الأصفاد الصهيوأمريكية، وتصبح السودان مرتعاً للكيان الصهيوني، ليعكس ما كان سائداً من أن إسرائيل تنفذ خطط أمريكا.
إلى أين تريد أخذ العالم أيها الترامب، بعد إشعال النار في الوطن العربي، ومستصغر الشرر الذي قد يحرق القارة العجوز، فقط لأنها أرادت أن تستعيد بعضاً من فتوتها.. والآن أمريكا اللاتينية، أتريدها حديقة خلفية لبلادك إلى نهاية الحياة..
لِمَ نتعجب أن تكون أمريكا أداةً طيِّعة للكيان الصهيوني، المستفيد الوحيد من كل ما يحدث في العالم، ترامب يوقع على نقل السفارة الأمريكية للقدس معترفاً بها عاصمة للكيان الصهيوني، في إشارة للدول الأوربية لتحذو حذوه.. إلى أي سعير تأخذ العالم.
ترامب حرك أوكرانيا ضد روسيا بعد تلبيتها للدولة السورية بالتحالف معها للقضاء على الإرهاب، وترامب بالتحالف الأمريكي الغربي بحجة محاربة الإرهاب، يضرب المواقع العسكرية السورية، وكان وما زال يدرب الإرهابيين ويزج بهم في سورية.
ترامب يعلن أنه سيحلب دول النفط العربية حتى آخر قطرة بترول، والآن يريد البترول الفنزولي، بتنصيب متدربه، والبرازيل يحكمها رجل (إسرائيل) وهذا يكفي. ترامب يحاول حكم العالم بلغة الأرقام ليملأ الخزانة الأمريكية بالغاية تبرر الوسيلة. وبقانون قيصر يفرض العنجهية الأمريكية، ويتحكم بمصائر شعوب العالم.
أما أردوغان فمنفذ بارع.. ومخادع رهيب.. احتضن المجاميع الإرهابية، سرق المعامل السورية، أدخل السلاح ويدعم لوجستياً الإرهابيين، يحشد جيشه على الحدود السورية، ويغزو أرضها، وبيده غصن الزيتون ودرع الفرات.
تحدث في غير محفل عن عنصرية وإرهاب (إسرائيل)، وعلاقاته الاقتصادية والسياسية مستمرة معها خفاءً وفي منتهى الحميمية، إلى أين تريد أن تذهب بشعبك يا الأردوغان؟؟ وأنت تستعدي الأكراد وتجعل مع السعودية من إيران عدواً وهمياً..
إلى أين يذهب العالم مع كل المضاربات السياسية، التي لا يحصد نتائجها المدمرة إلا الشعوب التي يحدق بها الموت والدمار بأيدي أبنائها عرائس على مسرح الحياة خيوطها بيد أعدائها تحركها كيف تشاء، والأصل الصهيونية لأجل أمن كيانها.
صمود سورية ومساعدة حلفائها، منح القوة للشعوب التي تصطلي بنيران الحقد الصهيوني بأي يَدٍ كان، اليمن تصمد، فنزويلا تصمد.. تُرى الدور على من.. لأن سياسة بوش الابن من ليس معنا فهو ضدنا، هي اليوم نهج الحياة لصالح بني صهيون.
ويخرج حسن نصر الله من صمت أشهر، ليربك العدو الصهيوني برسائل حديثهِ عن تقرير 2019.. الصواريخ الدقيقة جاهزة وتنتظر أمر الانطلاق، المقاومون والجيش السوري أصبحوا أكثر خبرة، صبر سورية له حدود، ونحن حلفاء سورية جاهزون.
سورية إنجازات جيشك حيَّرت العالم، وغطرسة الكيان الصهيوني إلى زوال، قواعد الاشتباك تغيرت وكل شيء متاح، ما دام لنا أراض مغتصبة.. لن يهزمنا حصارهم الاقتصادي، عشنا قساوة أشد في ثمانينات القرن الماضي، صمدنا وانكسر عدونا.
تغيرت الدنيا أصبحنا أكثر قوة، لا يهمنا رضوخ لبنان أو غيره لأوامر عدونا، بمنعه المشاركة في إعادة إعمار سورية، مهما علا صوت ماكرون لتعزيز سياسة النأي بالنفس لا يهم، لن نسأل إلى أين؟؟.. سنظل نأكل مما نزرع.. ونلبس مما نصنع..
نصرنا واثقون منه، وبلدنا نعمرها بأيدينا، يكفينا من وطننا شرفاؤه والحريصون عليه، فثمن الدماء التي كتبت حريته غالٍ جداً.. من يكتب بالدم معاني الحياة يستحق الحياة، والأمر عندنا ما هو إلا صبر ساعة حتى لو بقي النائمون في سباتهم يغرقون..
إضاءات
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 7-2-2019
رقم العدد : 16904

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة