ما من أحد على وجه الأرض يقتنع أن الولايات المتحدة يمكن أن تعد تحالفاً ما غايته العمل على تنفيذ المبادئ والقيم التي صدرت وتصدر عن الأمم المتحدة, وهي محط إجماع الكثير من دول العالم, فعبر تاريخها (أميركا) لم تقم بفعل يسجل أنه يوطد السلم والأمن العالميين, من حرب فيتنام إلى التدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة التي تجاوزت المئات في الساحات العالمية, ما من حدث يدل على صوابية ما تقوم به واشنطن, بل يفضي إلى نتيجة واحدة, ألا وهي العمل على حماية مصالحها ومن خلال إثارة الحروب والفتن والنزاعات والانقسامات.
ومن سوء طالع الشرق الأوسط أنه نال الجزء الأكبر ومازال من هذه التحالفات العدوانية التي تعمل على شرعنتها باسم تحالفات دولية, أممية ويخرج سادة البيت الأبيض ليتلوا علينا مزاميرهم باسم الحريات والديمقراطيات, ولا ينسون البهارات اللازمة وعدة النصب على الرأي العام العالمي, دفاعاً عن حقوق الإنسان وغير ذلك, جربنا ذلك وخبرناه في هذه المنطقة من حلف بغداد, إلى ما يعد الآن, مروراً بما سموه التحالف الدولي لمحاربة داعش في سورية والعراق, التحالف الذي دمر وهدم البنية التحتية في المنطقة الشرقية من سورية.
وعمل على إمداد داعش بالمال والسلاح, ونقل قادتها الإرهابيين إلى أماكن آمنة, ومازال يعيد ترتيب أوراق الإرهاب هناك, ويضخ المزيد من المال والسلاح, وفي إطار التحشيد والعمل على إعادة رسم الخرائط في منطقة الشرق الأوسط خدمة للمشـروع الصهيوني, برز ما سموه (ناتو عربي) حلف عربي – غربي, سمّه ما شئت، فالمسميات ليست بذات شأن ولا تغير من حقيقة أن من سيشارك به في اجتماع وارسو ليس إلا تبعاً, وقد جاء بناء على استدعاء, وليس بإمكانه أن يقول غير (حاضر) وتحت التنفيذ.
إعادة تدوير الأحلاف والعمل على إعطائها صبغة دولية, لا يعني أنها نالت الشرعية, وبالتأكيد هي أحلاف عدوان لا يمكن أن تمر مرور الكرام, ربما تنجح بتجييش إعلامي وتضليل للرأي العام لبعض الوقت, ولكنها لن تكون قادرة على أي اختراق من تحالفهم العدواني ضد سورية والعراق, مروراً بفنزويلا, وصولاً إلى ما يعدونه في ما يسمونه اجتماع وارسو, وهؤلاء الذين لايقرؤون التاريخ جيداً, سوف يستيقظون فجأة على حطام ما أعدوا له, وطغيان القوة, لا يعني أن سطوة القوة ستنتصر.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 12-2-2019
الرقم: 16907