مع التراجع المخيف الذي أصاب رياضتنا في السنوات الأخيرة، والذي يرجعه كثيرون من أهل الخبرة إلى أسباب إدارية لا علاقة لها بالأزمة كما يحاول البعض الترويج، مع هذا التراجع تطرح الكثير من الأسئلة وفي مقدمتها فيما إذا كان تحول القيادة الرياضية من العمل في الرياضة وبنائها وتطويرها، إلى الاستثمار فيها وجعل الاستثمارات أولوية رغم أن أنديتنا واتحادات الألعاب تشكو قلة الحيلة، أي أنها لا تستفيد أبداً من عائدات الاستثمار وهي عائدات رغم ما يشوبها من غموض، عائدات بمئات الملايين من الليرات السورية، وهنا يأتي السؤال الآخر: من المستفيد إذاً من هذه الاستثمارات التي لا يخلو ناد أو منشأة من منشآت الاتحاد الرياضي منها؟
قبل أيام كان فريق حرفيي حلب على وشك الانسحاب من مباراته مع الوحدة بالدوري لأنه لا يملك نفقات السفر إلى دمشق، وبالتالي لا مال لديه كرواتب للإداريين والمدربين واللاعبين، فكيف لنا أن نتصور كيف يلعب فريق في دوري يسمى بالممتاز وهو لا يملك أدنى مقومات البقاء؟!
وحال نادي الحرفيين يشبه حال معظم أنديتنا، والتي يستثنى منها أندية الهيئات وأندية تعتمد على رجال الأعمال بالدرجة الأولى لا على إعانات الاتحاد الرياضي، فأين تذهب أموال الاستثمار؟
اتحادات الألعاب تشكو دائماً عدم القدرة على إقامة معسكرات طويلة محلياً، ومعظم مشاركاتنا الخارجية تقتصر على لاعبين أو ثلاثة على الأكثر في معظم الألعاب تحت ذريعة ضعف الإمكانات وضغط النفقات، فأين تذهب أموال الاستثمارات؟!
ملاعبنا وصالاتنا في أسوأ حالاتها رغم قرارات الصيانة التي يبدو أنها حبر على ورق، حتى صالة حمص تم إصلاحها وصيانتها بمساعدة أحد رجال الأعمال، ومع ذلك أقيم بها مهرجان تسوق ونقلت مباراة في دوري السلة إلى صالة فرعية، فأين تذهب أموال الاستثمارات؟!
أين تذهب أموال الاستثمارات؟ هو مجرد سؤال يحتاج إلى جواب..
هشام اللحام
التاريخ: الثلاثاء 12-2-2019
الرقم: 16907