غزيرة هي الإنتاجات الشعرية في أيامنا هذه… صحيح أن الكثير منها لايساوي ثمن ورقها لكننا لسنا بصدد ذلك, فثمة مايجعلنا نتوقف عند ظاهرة لابد من الحديث عنها وهي المقدمات التي تملأ الأغلفة جزافاً!!
مقدمات من كل حدب وصوب, تجعلك تشعر وأنت تمسك الكتاب بأنك ستقرأ أبياتاً للمتنبي أو بدوي الجبل أو نزار قباني… والأنكى أنك ستتفاجأ بأنها المجموعة الأولى للشاعر أو القاص أو…
لاشك أن الظاهرة موجودة وبكثرة, ومن خلالها يتكىء صاحب الكتاب على اسم معروف وربما غير معروف, من داخل القطر أو خارجه, ليسّهل له العبور إلى القارئ الذي لاحول له ولاقوة.
قد تكون المقدمة عامة بمعنى, انها لاتمت للكتاب لامن قريب ولا من بعيد, وقد تصلح لأي كتاب آخر… وهذا بالطبع سيسيء للكتاب أكثر ماينفعه, ولن يرضي ذلك سوى صاحب المجموعة الذي سيتفاخر بما قيل بحقه.
نحن مدركون بأن كتباً ومجموعات مهمة لشعراء كبار لم يأت على أغلفتها سوى بضع كلمات لمؤلفها ومع ذلك نجحت وحققت حضوراً كبيراً… ومؤمنون أن النص وحده هو الذي يفرض نفسه على القارئ وعلى الناقد لكي يشرّحه ويقدم له النقد البنّاء الصحيح السليم..
لاندري مَن المسؤول عن تقويم هذه الظاهرة وضبطها.. لكننا نعلم أن ثمة فوضى شعرية غير مستساغة أو محببة عند الكثيرين… وأن وسائل الإقناع بهذه الطريقة ليست مجدية.
نقولها وبكل وضوح… إن مايكتب ليس ضرورياً.. والاستعانة بأشخاص مجهولين لن يقدم للكتاب قيمة مضافة…
إنها فكرة لعلها تلقى اهتمام العاملين في الحقل الأدبي، فالرجوع للصواب فضيلة، والإصرار على الباطل مصيبة!
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 13-2-2019
الرقم: 16908