شهدت الأسواق المحلية ارتفاعاً كبيراً في أسعار البيض والفروج، حيث وصل سعر كيلو الفروج الحي إلى أكثر من 1200ليرة، في ظل عجز الجهات المعنية ومحاولاتها الخجولة للجم هذا الارتفاع المفاجئ، والذي أربك السوق نتيجة ضعف إقبال المواطنين أصحاب الدخل المحدود وإحجامهم عن الشراء جراء فوضى الأسعار الكاوية التي تجتاح السوق وتختلف من محل لآخر.
هذه الزيادة غير المبررة أرجعها البعض لارتفاع تكلفة الإنتاج والأعلاف والأدوية والمستلزمات الأخرى، ونفوق إعداد كبيرة من الصيصان جراء العوامل الجوية كالبرد والصقيع وانعدام التدفئة بسبب قلة المحروقات، وعدم إلمام العاملين بالكثير من الجوانب التي تتطلبها صناعة وإنتاج الدواجن، واستخدام المربين حظائر مفتوحة وشبه مغلقة، وصعوبة ضبط قطاع الدواجن والتحكم بآلية عمله.
انطلاقاً من الواقع المتردي لهذه القطاع والمخاطر التي يتعرض لها لا بد من دراسة دقيقة للعاملين في هذا القطاع وآلية ومواسم عملهم كون الكثيرين منهم يعملون في أوقات معينة كالأعياد ويتوقفون باقي العام خوفاً من الخسائر، وتوفير قاعدة معلومات وبيانات عن صناعة الدواجن ووضعها بتصرف المعنيين لضمان توجيه الإنتاج، وتشجيع المربّين والحد من خسائرهم وإعادتهم لحلقة الإنتاج، وإنشاء حظائر مناسبة بشكل علمي ومدروس بعيداً عن الأساليب البدائية والعشوائية، مع التأكيد على أهمية المراقبة الصحية للمداجن وضبط السوق من خلال ضبط استيراد الصيصان والأمّات والجدات وتحديدها بدقة، ومعرفة آلية توزيعها جغرافياً ودراسة أسباب حالة النفوق، وتحديد حاجة السوق المحلية من الفروج والبيض.
تلعب صناعة الدواجن دوراً أساسياً بين الصناعات الزراعيِة وهي من القطاعات الاقتصادية المهمة في سورية، والتي جعلت منها أحد أهم الدول المنتجة والمصدرة لمنتجات الدواجن، ناهيك عن تشغيلها للكثير من الأيدي العاملة، لذلك لا بد من تشخيص الصعوبات التي واجهت عمل هذا القطاع وإيجاد الحلول العلمية والعملية لإنعاشه وتنميته لمواجهة حجم الطلب المتزايد وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء والبيض، وإعادة تأهيل البنى التحتية وتطبيق أحدث التقانات وإيجاد عوامل جذب لتشجيع الاستثمار ودخول منتجين جدد إلى السوق، وإمداده بالدعم اللازم لإعادة الحركة إليه، وإصدار قرارات تساهم في التخفيف من الأضرار على المنتجين و المستهلكين، وإقامة مراكز لحفظ وتجميد منتجات الدواجن، وتوزيع الصيصان للتربية المنزلية في الأرياف، فالدواجن هي البديل الأساسي عن اللحوم الحمراء التي لا طاقة للكثيرين على شرائها.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 13-2-2019
الرقم: 16908