مشروع إحياء الحرير الطبيعي في طرطوس .. قيد التداول .. متطلبات الإحياء لم تؤمن بعد.. والبداية بتشجيع زراعة أشجار التوت

التنمية الاقتصادية الشاملة الحقيقية في طرطوس والوقوف على واقع جميع مكونات المحافظة التنموية والاقتصادية والخدمية والاجتماعية وتحقيق الاستثمار لجميع الإمكانيات بالشكل الصحيح، ووضع العناوين الهامة التي تحقق التنمية لجميع المفاصل ابتداء من المشاريع الصغيرة وانتهاء بالمصانع الكبيرة تتطلب توصيفا دقيقا للواقع من أجل الوقوف على جميع متطلباتها..
هذا ما وجهت فيه رئاسة مجلس الوزراء في اطار الخطط التي وضعت لتطوير محافظة طرطوس وتنشيط كافة المرافق فيها سابقا..
وضمن إطار ماتقدم جاء التوجيه المتعلق بإعادة تربية دودة الحرير بعد تراجعها حيث كانت تحتل محافظة طرطوس المكانة الاولى في انتاج الحرير الطبيعي ومنافسة الحرير الصناعي وقد لفتت الوزارة إلى وجود خطة لعشر سنوات قادمة لتنفيذ مشاريع استثمارية تتضمن مشاريع متكاملة لإحياء تربية دودة الحرير من انتاج المشاتل وتوزيع الغراس إضافة إلى تحديد بعض المناطق الحراجية لزراعة أشجار التوت بحيث يحق للفلاح الراغب بالتربية الحصول على أوراق التوت اللازمة لتغذية الدودة مجانا..
فماذا نتج عن الكلام السابق وهل تعتبر الأعمال المنفذة مجدية حتى الآن..؟
نزيهة السيد «رئيس دائرة الحرير في مديرية زراعة طرطوس» أكدت انه تم توزيع بذار بيوض دودة الحرير مجانا على المربين مبينة أن وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي قامت بعدة خطوات لدعم نشاط تربية دودة الحرير حيث تم احداث دائرة خاصة بتربية دودة الحرير وتأمين الكادر الفني المتخصص اللازم,اضافة الى تقديم غراس التوت بسعر تشجيعي مع الاشراف على زراعتها من قبل الفنيين كما تمت اقامة مراكز لتربية دودة الحرير مهمة هذه المراكز حضانة وتفقيس بيض دودة الحرير وتربية الديدان حتى نهاية العمر الثالث وتوزيعها على المربين وذلك بإشراف فنيين ذوي خبرة في هذا المجال وهذه المراكز متواجدة في / محافظة طرطوس – اللاذقية – حماة / و دعم اسعار شرانق الحرير وزيادة عدد مواسم التربية من موسم واحد الى ثلاثة مواسم بالعام..وادخال أدوات التربية الحديثة وزراعة الغراس الخاصة بتربية دودة الحرير وأيضاً حضانة وتفقيس بيوض دودة الحرير للمربين في مراكز التربية وتربيتها لنهاية العمر الثالث ومن ثم توزيعها على المربين من قبل المختصين بهذا المجال كما تم التأكيد على الاستمرار بتقديم الدعم لشرانق الحرير..
الصعوبات التي تعترض طريق المهنة
ولفتت الى ضرورة ايجاد صيغ مناسبة لتطوير تربية دودة القز و ايجاد جهة عامة او خاصة مسؤولة عن انتاج المربين من شرانق الحرير وضرورة زيادة سعر الكغ من الشرانق اضافة الى تأمين ادوات التربية غير المتوفرة في السوق المحلية « نسيج صناعي – شباك تربية «واستمرار صندوق دعم الانتاج الزراعي بدعم اسعار شرانق الحرير ومنع قطع أشجار التوت والتشجيع على زراعات جديدة..
واشارت إلى أن العمل بتربية دودة الحرير في بلادنا مازال يعتمد على الاساليب التقليدية ما يؤثر على ارتفاع تكاليف التصنيع اضافة الى ارتفاع تكلفة انتاج الحرير المحلي كما أن نسبة الانتاج حاليا منخفضة جدا مع ما كان ينتج سابقا ولكن وزارة الزراعة تعمل جاهدة من أجل تشجيع هذه التربية وزيادة الانتاج من خلال الخطوات التي اتخذتها والتي ستتخذ لاحقا
أسباب التراجع
وأكدت السيد أن سبب التراجع بعد ان كانت تحتل محافظة طرطوس المكانة الاولى يعزى الى منافسة الحرير الصناعي للحرير الطبيعي وصعوبة تسويق منتجات الحرير المصنعة يدويا بسبب غلاء أسعارها كما أن العمل بتربية دودة الحرير في بلدنا يعتمد على الاساليب التقليدية اضافة الى دخول بعض الاشجار المثمرة / حمضيات – زيتون – تفاح / والتوسع بها على حساب شجرة التوت وقيام الفلاحين بقطع أشجار التوت..واستبدال تربية دودة الحرير بالمحافظة بزراعة محصول التبغ وافتقار التربية سابقا على موسم واحد فبعد أن كانت الشرانق تسوق سابقا من قبل وزارة الصناعة المتمثلة بشركة الحرير الطبيعي ومعمل الحرير التابع للقطاع الخاص إلا أن شركة الحرير الطبيعي في منطقة الدريكيش قد توقفت عن العمل منذ عام 2008 وكذلك معمل الحرير التابع للقطاع الخاص.
ولا يزال سعر الكغ من شرانق الحرير ولمدة تزيد عن العشرين عاما يتراوح بين /200-225/ ل.س وهذا السعر غير مشجع اضافة الى ان بعض ادوات التربية غير متوفرة في السوق المحلية /شباك تربية – نسج صناعي /
منذر رمضان «عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الحرفيين « أكد أن صناعة الحرير الطبيعي إرث ثقافي واقتصادي وهو كنز أثري في الساحل السوري لطالما اهتم به الأجداد على مر العصور وأهمله الأحفاد في عصرنا هذا..
وللعودة إلى إحياء هذه الصناعة مجددا نحتاج إلى بعض العناصر الضرورية أهمها إعادة تكثيف زراعة شجر التوت الذي يعتبر مصدر الغذاء الرئيسي لها وتأمين البذار من قبل الجهات المعنية من خلال تأمين إنتاج محلي لها أو عن طريق استيرادها اضافة الى تقديم تسهيلات للمربين الذين يرغبون بتربية دودة القز من خلال قروض ميسرة تسدد عند نهاية الموسم و إعادة تأهيل المعمل الخاص بالحرير ليستقبل الإنتاج الموسمي من المربين كما كان سابقا لأن الترويج لهذه الخيوط من أهم العناصر التي تساهم في تشجيعهم على الاستمرار…
وكذلك ضرورة الاستفادة من العائلات التي كانت تربي دودة القز ونقل خبراتها عبر دورات تثقيفية وتدريبية إلى العائلات الأخرى وشرح كافة المراحل التي تمر بها وكيف تجمع الشرانق إلى قتل اليرقات ونقع الشرانق في الماء الساخن لإزالة السرسيون الصمغي عن الخيوط وكيفية استخدام النول لسحب الشعيرات ولفها على بكرات أو نول يدوي وتوضيح الجدوى من تربيتها كونها إرثاً ثقافياً وتراثياً يجب المحافظة عليها ولأنها مورد اقتصادي يعتمد عليه وهو ذات أهمية صحية لأنه مصدر طبيعي, كما أنه من أهم الخيوط التي تصنع منها الملابس المختلفة لكافة الفصول ومن أهمها الفولكلورية كونها مرتبطة ارتباطا مباشرا بذاك العصر بالإضافة إلى تطوير استخدام شرانقه وخيوطه في عصرنا هذا وتحويل هذه الشرانق إلى لوحات فنية فائقة الجمال على أيدي فنانين حرفيين أبدعوا بهذا الفن وأتقنوه.
واضاف رمضان: علمنا بأن الحكومة قد وضعت خطة مستقبلية لإعادة إحياء هذا الارث نأمل أن يبصر النور بأسرع وقت فلا يمكن ان ننسى بأن هذه المحافظة الرائعة المستلقية على شاطئ البحر هي من أهم المدن التي كانت تعبر من خلاله تجارة الحرير وكان يدعى في ذاك الوقت طريق الحرير لذلك علينا جميعاً المساهمة في إعادة هذه الصناعة كما كانت وأكثر لتروي لنا حكايا الماضي والحاضر والمستقبل..
اسماعيل حاج معلا « صاحب مشروع الحرير الطبيعي في قرية بيت الحاج » أضاف أن العمل يحتاج الى جهد ومتابعة ضمن عملية متكاملة منظمة من خلال فريق وعدة متكاملين لتتشكل صورة جميلة توثق مشروع الانتاج السوري والتي تعد من الأنشطة الاقتصادية الزراعية الصناعية التي كانت تحقق عائدا مجزيا لبعض العائلات السورية ونشاطا تجاريا على طريق الحرير ولفت الى أن هذه الصناعة أخذت بالانقراض تدريجيا منذ السبعينيات ومع ذلك بقيت تراثا يميز سورية على مدار الزمن عرفنا معها الحياة بألوانها لنسمو اليها سمو الخيال..ولنلقى الحقيقة تزهو اتقادا فلتلهمنا كيف يسمو الشعور بانتسابنا لبلد خصب.. يزيد العقول اعتدالا.. ويزرع في القلب نبض الحضارة والابداع..
بشرى حاج معلا
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911

آخر الأخبار
غياب ضوابط الأسعار بدرعا.. وتشكيلة سلعية كبيرة تقابل بضعف القدرة الشرائية ما بعد الاتفاق.. إعادة لهيكلة الاقتصاد نقطة تحول.. شرق الفرات قد يغير الاقتصاد السوري نجاح اتفاق دمج قوات سوريا الديمقراطية.. ماذا يعني اقتصادياً؟ موائد السوريين في أيام (المرق) "حرستا الخير".. مطبخ موحد وفرق تطوعية لتوزيع وجبات الإفطار انتهاء العملية العسكرية في الساحل ضد فلول النظام البائد..  ووزارة الدفاع تعلن خططها المستقبلية AP News : دول الجوار السوري تدعو إلى رفع العقوبات والمصالحة فيدان: محاولات لإخراج السياسة السورية عن مسارها عبر استفزاز متعمد  دول جوار سوريا تجتمع في عمان.. ما أهم الملفات الحاضرة؟ "مؤثر التطوعي".. 100 وجبة إفطار يومياً في قطنا الرئيس الشرع: لن يبقى سلاح منفلت والدولة ضامنة للسلم الأهلي الشيباني يؤكد بدء التخطيط للتخلص من بقايا "الكيميائي": تحقيق العدالة للضحايا هدوء حذر وعودة تدريجية لأسواق الصنمين The NewArab: الشرع يطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للانسحاب من جنوب سوريا "The Voice Of America": سوريا تتعهد بالتخلص من إرث الأسد في الأسلحة الكيماوية فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا استفزاز جامعة دمشق تختتم امتحانات الفصل الأول حين نطرح سؤالاً مبهماً على الصغار تكلفة فطور رمضان تصل إلى 300 ألف ليرة لوجبة متواضعة