دعت وزارة الثقافة بالتعاون مع اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين أمس لندوة حول الفنان التشكيلي الراحل د.حيدر يازجي بمشاركة الناقد سعد القاسم والمخرج رياض رعد وإدارة د.إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وذلك في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.
وأكد د. إحسان العر أن الراحل وبغض النظر عن مسيرته الفنية المهمة, كان يتمتع بجانب إنساني لافت يعرفه معظم أصدقائه وكل من تعامل معه, مشيراً إلى أن يازجي كان صاحب حضور بهي وإحساس مرهف, نذر نفسه للإنسان والوطن فكان حلقة دامغة في تاريخ الحركة التشكيلية.
بدوره الناقد سعد القاسم فضّل التحدث حول الأثر الذي تركه الراحل في لجنة المقتنيات التي كان عضواً فيها منذ عام 1999 وعن دراسته الابتدائية وتفوقه ثم دراسته الجامعية.. مؤكداً أن الراحل كان إنسانا يتمتع بحبه للناس ومحبتهم له فهو كرّس كثيرا من وقته في خدمة أصحابه وأصدقائه وزملائه الفنانين …مبيناً أن يازجي هو أول من أسس دائرة رسوم متحركة في التلفزيون السوري إلى أن شغل منصب رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين فقام على تشجيع المواهب الشابة ثم حرك الساحة الفنية ولون المعارض التي تحدثت عن أغلب التحولات الاجتماعية والانتصارات التي حققتها سورية منذ حرب تشرين إلى يومنا هذا.
وتطرق القاسم إلى عمل الراحل في الإذاعة والتلفزيون ونقابة الفنون الجميلة وحول تجربته الفنية الغنية… مشيراً إلى أن يازجي خلال عمله في الكثير من اللجان كان منصفاً في تقييم الأعمال وقد تعامل معها بكل مصداقية وموضوعية .
المخرج رياض رعد قال: عرفت الراحل حيدر يازجي منذ ثمانينيات القرن الماضي داخل الوطن وخارجه .. عاصرته كدبلوماسي وفي اتحاد الإذاعات العربية في تونس مشيراً أنه كان خير سفير للوطن وأنه أسس علاقات متميزة مع أهم الخبراء في العالم في مجال التدريب الإذاعي والتلفزيوني .. مؤكداً أن الراحل كان رجلا مثاليا بكل المقاييس… وقد تشرفت بأننا عملنا سوياً عندما أنجزت مسلسلاً تاريخياً بعنوان (بنات الريحان) كان الراحل فناناً حقيقياً عندما رسم الخيل العربي الأصيل وزين العمل بإبداعه الفني وإحساسه المرهف.
ولد د.حيدر يازجي عام 1946 نزحت أسرته عن لواء اسكندرون إلى مدينة حلب حيث كافح وعمل بشتى المجالات والأعمال اليدوية حتى نال الشهادة الثانوية ودخل معهد الفنون التشكيلية في حلب وتخرج منه عام 1963 ليدرس مادة الرسم في مدارس المدينة وشارك في عدد من المعارض وفاز بالجائزة الأولى لمعرض طلاب الفنون التشكيلية وخريجيها.
تابع يازجي دراسته في كلية الفنون الجميلة بدمشق ليوفد بعدها إلى موسكو اثر فوزه بمنحة دراسية في المعهد العالي للفنون السينمائية ليتخرج منه بدرجة الامتياز مع مرتبة الشرف إضافة إلى الماجستير في الرسم والتصوير الزيتي ثم درجة الدكتوراه في فلسفة الرسوم الفنية المتحركة.
ولم يوقف يازجي وجوده في موسكو على الدراسة بل قدم هناك نحو اثني عشر معرضا قبل أن يعود لسورية ويعمل أستاذا محاضرا في كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق… ثم رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين .
الثورة – عمار النعمة
التاريخ: الأثنين 18-2-2019
رقم العدد : 16912