انتصارات الجيش تحرق أوراق التآمر الأميركي التركي..ميليشيات الانفصال تستجدي أوروبا .. هل ركلتهم واشنطن إلى الهاوية؟

بعد أن افرغت انتصارات الجيش العربي السوري كافة الجعب التركية والاميركية ومعهم بعض المرتزقة والميليشيات الانفصالية من مضامينها وجعلتها مجرد اوراق محروقة، يسعى النظام التركي للتعكز على عصي مهترئة بهدف الحصول على مكتسبات وهمية في اخر فصول الحرب الارهابية على الخريطة السورية ، بينما تعمل واشنطن في إطار اللف والدوران حول ذات العنوان الداعشي بهدف التنصل من قرار انسحابها وإدخال المشهد في متاهات وتناقضات، اكثر من ذلك فمشاهد الانسحاب المفخخ بنيات اميركية خبيثة دفعت أكثر نحو الفوضى التي يريدها الاميركان في المنطقة، على عكس تبجحاتهم وتصريحاتهم الهزلية حول القضاء على إرهابيي «داعش والنصرة» والتي يتغنون بها في كل مرة.
وفي سياق الارتهان الاعمى والمضي وراء التبعية للغرب الاستعماري واللهاث المحموم خلف مشاريع التقسيم تعاود الميليشيات الانفصالية لتكرار نغمات التبعية التي تتقن ترديدها، حيث دعت تلك الميليشيات الدول الأوروبية إلى «عدم التخلي عنهم» بعد ما اسموه انتهاء المعارك التي يخوضونها ضد «داعش»، ونشر قوة دولية شمال سورية لحمايتهم من التهديدات التركية.
وفي هذا استدارة حادة من هذه الميليشيات نحو الحضن الغربي بعدما بدؤوا يتحسسون رؤوس خيباتهم من واشنطن التي ستتخلى عنهم في اقرب فرصة وترميهم الى محرقة تبعيتهم.. فأصوات النشاز تلك على ما يبدو أنها لم تتعظ من اي درس سابق قد حصل، ولم يعوا بعد بأنهم سيبقون مهما حصل مجرد حطب مرحلة يتم حرقهم في الوقت الذي يريده ذلك الغرب الاستعماري.
مسرحيات التصعيد الارهابي في الشمال التي افسح لها شريكا الارهاب التركي والأميركي مساحات إضافية تحت عناوين هزلية مازالت مستمرة، انطلاقاً من ادلب التي باتت تحت سيطرة جبهة النصرة الارهابية تحت مرأى التركي، وليس انتهاء برغبة اميركا في الابقاء على قواعد عسكرية لها تضيف لها القدرة على مساعدة ما يمكن مساعدته من عناصر «داعش» الارهابي والتي كانت ولا تزال محط انتقاد روسي لاذع في وجه الاميركي.
وقد أوضح وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في هذا الاطار أن الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سورية يغذي عدم الاستقرار ويعوق التوصل إلى تسوية سياسية.
وقال لافروف إن الولايات المتحدة تتواجد بشكل غير شرعي في منطقة التنف حيث يتم تدريب الإرهابيين الخاضعين لها والذين يقومون بأعمال إرهابية في جميع الأراضي السورية ويمنعون المهجرين السوريين من الخروج من مخيم الركبان الذي يعاني أوضاعا إنسانية صعبة.
وقد كانت نتائج الدعم الاميركي لتنظيم داعش الارهابي واضحة على طول الايام القادمة ولا سيما بعد تنفيذ القوات الاميركية انزالات جوية قامت خلالها بمساعدة عناصر داعش الارهابي، إضافة لإرسال مئات الشاحنات المحملة بالأسلحة للميليشيات الانفصالية في سورية، الامر الذي ادخلها بمزيد من التناقضات بعد أن صرحت مؤخراً بنيتها التخلي عن ميليشيات «قسد» اذا قامت بالتعاون مع روسيا أو سورية.
ذلك الامر لم يرق للتركي، الذي سارع لتوجيه الاتهام نحو الاميركي الذي لا يزال يدعم ميليشيات «قسد» التي تعتبرها انقرة تنظيما ارهابيا يهدد أمنها وتسعى للقضاء عليه بكل قوتها. كل تلك التصريحات والأعمال باتت واضحة.. ومن هنا فالخلافات التركية الاميركية ضمن العمل المسرحي الهزيل أصبحت بأبعاد مكشوفة، تجافي الحقيقة بشكل مطلق، والتهديدات التركية بشن عملية عسكرية ضد ما يسمى «وحدات حماية الشعب»، تفضح استمراريتها، إضافة الى اللعب الاميركي على المصطلحات والألفاظ بما يخدم بشكل ملحوظ الاجندة التركية العدوانية والاستعمارية.
وكان التركي قد ذهب بعيداً في دعم النصرة الارهابية حتى وصل به الامر للسعي لتبييض صفحة النصرة السوداء بهدف اخراج نفسه من دائرة الاتهام الروسي والسوري، لكن الأيام الماضية كانت كفيلة بتوضيح ماهية المشهد الميداني هناك واتجاهاته في ظل التمدد الارهابي وسيطرة «النصرة» على مناطق كبيرة في المحافظة تحت انظار الاخواني اردوغان الذي وقف يتفرج دون تحريك ساكن، في وقت أعاد العزف على نغمة ما يسمى المنطقة الامنة، الأمر الذي رفضته الدولة السورية واعتبرته بمثابة احتلال لأراضيها.
فسورية وإن اعطت الوقت لأي تفاهمات قد تجري هنا او هناك بما يخص الشمال والشرق إلا أن قرارها واضح بهذا الاطار، ويقوم على تحرير كافة المناطق السورية، وقد قالتها علناً وترتكز في ذلك على رفض أي نوع من التقسيم أو الفيدرالية أو ما شابه ذلك.
فها هو الجيش العربي السوري يرسل مزيداً من الدعم العسكري الى تخوم ادلب لبدء العملية العسكرية التي لا رجعة عنها، وهو لا يزال يواصل عمليات تصديه للإرهابيين في إدلب وفي كل أماكن تواجدهم.
وفي إطار رده على خروقات الارهابيين المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، دمرت وحدات من الجيش العربي السوري مستودع ذخيرة وعتاداً حربياً للمجموعات الإرهابية في محيط مدينة خان شيخون جنوب إدلب ومقرات ونقاطا محصنة لهم بريف حماة الشمالي.

الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 19-2-2019
الرقم: 16913

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
"تجارة ريف دمشق" تسعى لتعزيز تنافسية قطاع الأدوات الكهربائية آليات تسجيل وشروط قبول محدّثة في امتحانات الشهادة الثانوية العامة  سوريا توقّع مذكرة تفاهم مع "اللجنة الدولية" في لاهاي  إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح