ليس الأمر طرفة, ولا هو خبر الأول من نيسان, لا, بل هو حقيقة بدأت تملأ بضجيجها الإعلامي الفضاء المعبأ بما يحقنه به العم سام, ويموله من يعنيهم الأمر, ترامب يعلن أنه مرشح رسمي للفوز بجائزة نوبل للسلام, والأمر عادي جداً أن يرشح سيد البيت الأبيض, والغرابة ألا يمنح هذه الجائزة المسماة عالمية, لأنها إذا لم تمنح له ستكون خارجة من سياق الانحياز الأعمى إلى غير الحقيقة, وسيكون مسارها معوجاً عما كانت تسير عليه, فمن غير المعقول ألا تمنح له, وقد منحت لبيغن ورابين وشمعون بيريز.
ومعهم رؤساء أميركون, هذا التاريخ من التبرير لمرتكبي الجرائم يتلاقى مع فكرة مؤسسها (مخترع الديناميت) وهل فعلت الإدارات الأميركية غير قصف العالم وتدمير مقدرات الشعوب بما ابتكره نوبل؟
في مسار الأحداث التي تجعل المتابع يقف صامتاً حد الريبة من كل ما يجري, يصنف صاحب فكرة المنشار على أنه من الشخصيات المفكرة في العالم, وما يجري في اليمن من قصف وضرب وتدمير كل ما فيه من مقومات الحياة على بساطتها, ليس حرباً, ولا هو عمل عدواني, ولا إجرامي, حصار فنزويلا وسورية وإيران والعراق, ومن يقف بوجه المخططات الصهيو أميركية, كل هذا ليس عملاً إجرامياً, بل من أجل الحرية.
وسرقة مقدرات الشعب السوري ونقل إرهابيي داعش وحمايتهم وما معهم من ثروات أيضاً من موجبات أن يطمح ترامب لنوبل للسلام, موجبات منحه إياها بموعدها ستكون كثيرة, وريثما نصل الوقت المحدد لإعلان من فاز بها, ثمة فظائع سترتكب, ودعم لا محدود لأدوات الإرهاب, وما في جعبة ترامب ومن معه الكثير الكثير, وما من جائزة للسلام له إذا لم يكن قد استوفى سلسلة الفظائع التي يجب أن تراكم في سجله لحين اليوم الموعود.
حرائق وفتن ترامب المتنقلة من مكان لآخر تخوله أن يضع في قائمة الترشيح أيضاً داعش والنصرة والكثيرين ممن يحسنون استخدام الأسلحة التي تزودهم بها الولايات المتحدة ضد شعوب العالم التي لا تدخل حظيرة البيت الأبيض, ألم تفز عصابات الخوذ البيض بجوائز مشغليها؟
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 19-2-2019
الرقم: 16913