اكتظت يوم أمس الأروقة في مبنى المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالفنانين الشباب، كل منهم أتى للمشاركة في إجراء (كاستينغ) لانتقاء عدد الممثلين للانضمام إلى أسرة المسلسل الاجتماعي الجديد (ضيوف على الحب) الذي يتم التحضير له حلياً سعياً لانطلاق تصويره في وقت لاحق، العمل الجديد من إخراج فهد ميري وتأليف سامر اسماعيل، ويتم إنجازه ضمن إطار مشروع خبز الحياة.
المدير العام للمؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني المخرج زياد جريس الريس أكد أنه تم السعي لتكريس مفهوم (الكاستينغ) في انتقاء مجموعة العمل منذ بداية انطلاق مشروع خبز الحياة، مشيراً إلى أهمية هذا الأمر لعدة أسباب، منها إتاحة الفرصة أمام الشباب الذين يمتلكون موهبة مغمورة فيُفتح لهم الباب للعمل ضمن إطار المؤسسة، إضافة إلى توسيع الخيارات أمام المخرجين للتعرّف على الشباب، والأهم من ذلك كله جمع الشباب الموهوبين الذين يمتلكون في داخلهم هاجساً لرسم الطريق (هم والمؤسسة) على مستويات مختلفة، في محاولة للوصول إلى فتح المجال لأوسع شريحة منهم، وبذلك يتم الاستفادة من الطاقات كلها وتوجيهها بالطريق السليم، ليتم الوصول إلى مكان يكون ناضج ومثمر.
المخرج فهد ميري أشار إلى أنهم لا يزالون في مرحلة الانتقاء، مشدداً على أهمية إجراء (كاستينغ) لاختيار الممثلين مؤكداً أن مؤسسة الإنتاج سبّاقة في ذلك، فالشباب من أولوياتها ضمن سعيها لدعم الخريجين واستثمار طاقاتهم لجعلهم ينخرطون في العمل الدرامي. أما عن محور المسلسل فيشير إلى أنه يتناول إفرازات الحرب وتداعياتها على المجتمع، ويحكي عن الشباب فترة ما بعد الحرب بعد أن انتصرت سورية، هؤلاء الشباب الذين يبحثون في المجتمع عن مكان لهم وفرصة عمل وعن بناء حياة وأسرة، فكل شخصية لها خطها ومحورها والانتكاسات التي تمر بها.
وفي حديثه لصحيفة الثورة عن خصوصية العمل والمقولة التي يحملها، يقول: تعرض مجتمعنا لتصدعات كثيرة، فنحن في بلد شنت عليه ثمانون دولة حرباً شرسة، فهناك ما تخرش في الإنسان, والكل تضرر نفسياً وروحياً إن لم نقل مادياً، وبالتالي نحكي في المسلسل عن إعادة بناء الإنسان الذي تعرض لهذه الهزات، فهو بحاجة لأن نعزز ثقته بانتمائه للبلد وللمجتمع ولبيئته, وهذا هو الأساس الذي نشتغل عليه، ونحكي خلال الأحداث عن شخصيات هاجرت ولم تستطع أن تتأقلم، وشخصيات أخرى استطاعت أن تكون فعالة ووجدت لنفسها مكان في المجتمع، فهناك أشخاص لا يستطيعون الانسلاخ عن جذورهم وهم قادرون مهما تعرضوا لانكسارات وكوارث أن يبنوا أنفسهم من جديد، فنحن نؤمن بانتمائنا وببلدناد.
الثورة – خاص
التاريخ: الأربعاء 20-2-2019
رقم العدد : 16914