في حمى الوقيعة قد يحجب الغبار الكثير من الأشياء.. نعم.. إنها حمى الألقاب المجانية، والشهادات المزيفة، والفوضى الشعرية والروائية.
هذا ماحدث ويحدث بالفعل في منابرنا الثقافية وصفحات التواصل الاجتماعي التي سمحت للصغير ان يصعد، ويدّعي أنه نال الدكتوراه في مجال الأدب والشعر والفكر والفلسفة…
هل سمعتم يوما أن شاعرا بحجم نزار قباني مثلا وضع لقباً؟.. هل شاهدتم حرف (د) يسبق اسم عمر أبو ريشة ؟؟!!
إنها قضية شائعة في زمن هبط فيه وزن الشعر، لكنها خطيرة ومزمنة عند البعض، فهي تسيء للمشهد الثقافي عموما وللشاعر الفذ ثانيا.
إن التعامل مع هكذا قضايا لايحتاج إلى الحديث فقط، بل إلى حلول ناجعة، ويجب أن تصلح لكل الأوقات.. فلم يعد ممكنا الوقوف على الاطلال ومشاهدة مايحصل, لاسيما وأن ثمة استسهالا في منحها، وكما يقال كثرة الشيء يعني كساده… والعارفون بما أوكت أيديهم، شحيحو المعرفة، مدّعو الثقافة، سيبقون العبء الحقيقي على أي مشهد ثقافي أو أدبي مهم، لابل افقدوا للتكريم معناه وللدكتوراه هيبتها.
نحتاج إجراءات حقيقية تساهم في جلاء الغموض عن ثقافتنا.. واستراتيجيات تصنعها مؤسساتنا الثقافية لضبط هذه الفوضى التي لانكهة لها، فهي إن زادت وتكاثرت.. حسب ظننا ستتساقط وسيسقط معها الكثيرون.. وحدها الكلمة الصادقة، والادب الرفيع، سيبقيان أسياد الموقف..
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 20-2-2019
رقم العدد : 16914