كل الأطراف الدولية المحبة للسلام والمتطلعة لتحقيق الاستقرار في سورية وطي صفحة الإرهاب ضدها، وخصوصاً حلفاء سورية، يؤكدون أنه لا بديل عن القضاء على الإرهاب وترحيل التنظيمات المتطرفة من الشمال السوري ولاسيما من إدلب، وإيجاد حل سياسي للأزمة انطلاقاً من مسار آستنة وسوتشي، والحفاظ على سيادة سورية ووحدة أراضيها.
أما أميركا وأدواتها في المنطقة ومرتزقتها فلهم وجهة نظر أخرى لا تريد إلا الخراب والدمار والتدمير، وخلق المناخات المناسبة لإطالة أمد الأزمة ونشر المزيد من الفوضى الهدامة، فتجدهم مع بقية أقطاب منظومة العدوان يلهثون للقيام باستفزازات كيميائية في محاولة مكشوفة لاختراع مسرحية جديدة علها تدين الدولة السورية.
لا بل إن مثل هذه المسرحية الممجوجة قد تكون خشبة الخلاص للوجود الأميركي برمته في سورية، فمثل هذا الاستفزاز الكيميائي سوف يكون الذريعة لإدارة ترامب للتخلص من التصريحات المتناقضة حول الانسحاب من عدمه، وسيكون الحجة لحسم هذا الاحتلال والقول إن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً يستدعي البقاء لفترة طويلة.
حلفاء سورية وفي مقدمتهم روسيا يدركون جيداً هذه الحقيقة، لذلك كان الرئيس بوتين واضحاً في رسائله الأخيرة عبر خطابه إلى الجمعية الفدرالية الروسية، ونبرة تصعيده عالية المستوى بأن زمن العربدة والغطرسة والقطب الأوحد قد ولى وأن على واشنطن التخلي عن كل أوهامها وأوهام تفوقها العسكري.
واشنطن وحلفاؤها وأدواتها الإقليمية وعلى رأسهم نظام أردوغان لا يدركون حتى الآن أن الدولة والحكومة السورية حسمت أمرها وقالت كلمتها الفصل بأن الإرهاب سيندحر من كامل أراضيها ومن إدلب تحديداً وقريباً، وما سطره الجيش العربي السوري حتى الآن من انتصارات أكبر دليل على ثبات هذه الاستراتيجية ونجاحها مدعومة بقوة الشعب وإرادته وتصميمه على دحر الإرهاب.
ولم يدرك هؤلاء بعد أيضاً أن واشنطن ستسحب قواتها الغازية رغماً عن أجندات المحافظين الجدد ورؤوسهم الحامية لأن إرادة السوريين أقوى من مؤامراتهم، وأن اللعب الأميركي في الوقت الضائع لن يفيدهم بشيء مهما تغطرسوا وكذبوا وتآمروا.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 21-2-2019
رقم العدد : 16915
