لم تقبل الدراما السورية أن تتحول الى فراغ وكان من حق نجومها الذين استقروا في الوطن رغم الحرب أن يبحثوا عن فرص عمل بعد أن تخلت شركات الانتاج عن «ممثل سوري» او «اي برنامج ناطق بالسوري» لكن هذه التجربة لاقت انتقادا في الوسط الفني نفسه وانتقد الزملاء بعضهم بطريقة خلت من التجريح واكتفت ان مهارة تغيير فن التمثيل لاتتوفر عند الجميع.
المهم:انتقد الفنانون بعضهم في تحول آخرين الى تقديم برامج حوارية أو الى تقديم برامج ترفيهية,وفي نفس الوقت لاقى هذا التحول قبولا من المشاهد بل وأحب ذلك الممثل الذي عرفه مجرما وعرفه ضحية وعرفه ساذجا, يحق له ان يراه خارجا عن اطار التمثيل فيرى ثقافته الشخصية في حوار او يرى «هرجه ومرجه «في اتصال هاتفي مع المتصلين لكسب جوائز,ويرى عفويته في بعض المشاهد او مايمكن ان يخفيه بين السطور.
اعتقد ان ممثلا يحاور فنانا أمر مشروع بل يتفوق على مذيع لا يملك مهنية العمل, ويقع في مطب استهزاء المشاهد بحواره, بل يمكن ان يقع ضحية سخرية الفنان ذاته الذي تجرى المقابلة معه.
عدا عن ذلك فان الممثل السوري الذي عمل خلال سنوات تفوق الدراما السورية توقف مضطرا وبالتالي فان لقمة عيشه تدنت او تضاءلت او أيا يكن فان التمثيل مهنة تكسب عيشا فهل يتوقف الممثل باحثا في مكان ما عن لقمة عيشه ام يبحث في الوسط الفني بين الكاميرات عن مصدر رزق آمن يقيه الحاجة؟.
ويثبت برنامج «في امل» كما يثبت برنامج «مع النجوم» او «مع باسم» نجاحه من خلال عدد المشاهدات التي يحصدها كل برنامج بعد ان يبوب عبر اليوتيوب مقارنة ببرامج اخرى, ولايعني ذلك ان كل ممثل هو بالضرورة قادر على التغيير وقادر على ان يكون محاورا او مذيعا وهي مهمة بحاجة الى مهارات تضاف الى مهارة الاحترافية في التمثيل, تجربة خاضعة للنجاح والفشل لذا توقف بعض الممثلين في مرحلة سابقة عن تجريب حلقة في (لقاء مع فنان) واكتفى بحلقة واحدة ويبدو انها «كيمياء لم ترق له» ولم يجد نفسه بها, كما ان الممثل يتحول احيانا الى مقدم لاعلانات تجارية تكسبه مالا وفيرا ولايجد في ذلك ما يخجل بينما آخرين يرونه عيبا.لذا فان الاحتراف في أمر لايمنع مهارات أخرى من التدخل عند الضرورة.
أيدا المولي
التاريخ: الاثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917