شبح الإرهاب المرتد يخيم على الدول الداعمة.. المفوضية الأوروبية: عودة الدواعش مسؤولية فردية لدول الاتحاد
يحاول الاتحاد الأوروبي مجتمعاً وفرادى التنصل من مسؤولياته تجاه مواطنيهم الإرهابيين الذين دفعت بهم دولهم الأوروبية في السنوات الماضية إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي، وذلك بتوجيه مباشر من الإدارة الأميركية الراعي الأول والأخير للإرهاب العالمي.
واليوم وفي سياق ما تقوم به إدارة ترامب لتأمين عناصر التنظيم الإرهابي، سواء كان في أماكن حددها الأميركيون أنفسهم حول العالم.. ونقلوا إليها الكثير من عتاة الإرهاب الداعشي من الأراضي السورية، أو بإعادتهم إلى دولهم التي جاؤوا منها كي يبقوهم تحت الطلب كلما دعت الحاجة الأميركية.
وطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين باستعادة أكثر من 800 من مسلح أوروبي منضوين في تنظيم داعش الإرهابي بذريعة تقديمهم للمحاكمة، مهدداً بالإفراج عنهم في حال لم يستجب الأوروبيون.
وحول هذا الموضوع والاختلاف الأوروبي بشأنه قالت المتحدثة باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي ناتاشا برتود: إن المسألة أولاً وقبل كل شيء اختصاص وطني للدول الأعضاء فرادى، مؤكدة أن للاتحاد الأوروبي قواعد أمنية صارمة نافذة، فالتنقل للقيام بأعمال إرهابية ومغادرة الاتحاد الأوروبي أو العودة إليه لمثل هذه الأغراض هو جريمة جنائية في جميع أراضي الاتحاد الأوروبي.
ونقلت وكالة آكي الإيطالية للأنباء عن برتود قولها: فضلاً عن ذلك منذ كانون الأول من العام الماضي تلتزم الدول الأعضاء بإصدار تنبيهات عبر نظام فضاء شنغن الإلكتروني المعلوماتي الموحد، بشأن جميع الحالات المتعلقة بالإرهاب، وهذا يعني أن السلطات في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ستكون على دراية بها، ولكن القرار حول قبول عودة المواطن أو عدمه هو من الصلاحيات الوطنية البحتة للدول الأعضاء.
وفيما يخص النساء الأوروبيات الإرهابيات أشارت وكالة فرانس برس إلى ما كتبته الخبيرة في شؤون الإرهاب في مركز الدراسات الأسترالي (لوي) ليديا خليل التي رأت في تحليل أن دور النساء المتطرفات يجري التقليل من قيمته تقليدياً، موضحة أنه في هذا المجال كما في غيره من المجالات، غيّر تنظيم داعش قواعد اللعبة وبعيداً عن الفكرة المبتذلة بأن زوجات الإرهابيين مخدوعات، فقد جرى تلقينهنّ العقيدة المتطرفة كما انهنّ كنّ يدعين إلى الانضمام للقتال أو المشاركة في تنظيم عمليات إرهابية.
من جانبها اعتبرت المختصة في التنظيمات الإرهابية في معهد التعليم العالي للعلوم الاجتماعية في باريس أميلي شيللي أن النساء الداعشيات عندما كن يبقين بعيدات عن أعمال العنف والانتهاكات المرتكبة باسم التنظيم، كانت النساء يحتللن مكانة مهمة في عيون المجموعة من خلال تعليمهن للأطفال.
وأضافت شيللي وفق وكالة فرانس برس أن ما ينتظر منهنّ هو ضمان دوام العقيدة عبر تعليمها داخل التنظيم أو عبر طرق خفيّة في بلدانهن.
على صعيد متصل كشف مصدر فرنسي قريب من هذا الملف بحسب الوكالة نفسها، عن أن من بين 20 امرأة فرنسية محتجزة في مخيمات للنازحين في شمال شرق سورية سبع أو ثمان على الأقل مدرجات على أنهن في غاية الخطورة، مؤكداً أنهن مقاتلات شرسات في تنظيم داعش، واعترف المصدر بأن تحمل مسؤولية إعادتهن أمر ثقيل وأنه خطر حقيقي.
إلى ذلك ذكرت مواقع إلكترونية عديدة أن أسرة امرأة مولودة في الولايات المتحدة كانت قد ذهبت إلى سورية للانضمام إلى تنظيم داعش، رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة الأميركية بعد أن جردتها السلطات من جنسيتها، وقالت إنها لن تسمح لها بالعودة إلى البلاد وذلك دون قرار قضائي.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917