يستمر الجدل بين البريطانيين حول اتفاق خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي وسط حالة من الضبابية والقلق تسود الأجواء إزاء المصير الذي تنتظره البلاد, مع اقتراب الموعد المقرر لـ « بريكست « وإمكانية حدوث الطلاق دون أن يتم التوصل لاتفاق في ظل الانقسامات العميقة التي يشهدها البرلمان, وتصاعد حدة الخلافات وحالة التمرد ضد رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تواجه أزمة داخل حكومتها نتيجة استراتيجيتها الخاصة في التعامل مع الملف, وقد تجد نفسها قريبا وفق المعطيات الأخيرة مضطرة للاستقالة تحت ضغوط من وزرائها, في وقت تحاول فيه إنقاذ « اتفاقها «, وإدخال تعديلات عليه عبر جولات مكوكية من التفاوض مع بروكسل, إلا أنها كانت تصطدم دائما برفض الأوروبيين تعديل الاتفاقية, ما يعني أن على بريطانيا مغادرة التكتل في 29 آذار.
في هذا الإطار قالت ماي إن مساعي خروج بلادها من الاتحاد الأوروبي يجب ألا تتعرض للإحباط وإن على الحكومة التركيز على تحقيقه.
وتحاول رئيسة الوزراء البريطانية الآن إدخال تعديلات على الاتفاق قبل طرحه لتصويت آخر في المجلس, وفي حال أخفقت سيتعين عليها اتخاذ قرار, إما بتأجيل الخروج الرسمي أو المخاطرة بالانسحاب دون اتفاق في الموعد المحدد وهو الـ 29 من آذار المقبل وما يحمله ذلك من تعريض خامس أكبر اقتصاد في العالم للخطر.
وحاولت ماي رفع معنويات حزبها داعية إياهم في تصريح أمس نقلته رويترز إلى عدم إحباط ما وصفته بأكبر ممارسة ديمقراطية في تاريخ بريطانيا, وقالت: إن أسوأ ما يمكن أن نفعله في المراحل النهائية لهذه العملية هو أن نفقد تركيزنا. وألمح ثلاثة من وزراء الحكومة البريطانية وهم وزير العمل غريغ كلارك ووزيرة التقاعد أمبر راد ووزير العدل ديفيد جوك في مقال في صحيفة ديلي ميل إلى أنهم سيؤيدون خططاً لتأجيل الخروج من الاتحاد إذا رفض مجلس العموم اتفاق ماي الجديد مع التكتل.
ووعدت ماي بأنها اذا أخفقت في إعداد اتفاق بديل معدل بحلول الـ 27 من شباط الجاري ستمنح مجلس العموم الفرصة للتصويت على الخطوات المقبلة, ومن المتوقع أن يحاول بعض النواب استغلال ذلك في محاولة لانتزاع السيطرة على العملية من يد الحكومة.
وبحسب صحيفة «صانداي إكسبرس» البريطانية يستعد وزراء بريطانيون لتقديم إنذار نهائي إلى ماي, يطالبون فيه بتقديم استقالتها خلال ثلاثة أشهر من الآن وإلا فإنها ستواجه تصويتاً على حجب الثقة في نهاية العام الجاري يمكن أن يضع حداً لتوليها منصب رئاسة الحكومة, وزعيمة لحزب المحافظين.
إلى ذلك قالت رئيسة الوزراء البريطانية إن البرلمان سيعيد التصويت على اتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قبل 12 آذار.
ووفقا لوكالة « رويترز» كشفت ماي قبيل مغادرتها لحضور القمة العربية الأوروبية: لن نجري تصويتاً كاملاً في البرلمان هذا الأسبوع لكننا سنضمن حدوث ذلك بحلول 12 آذار.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917