العالقون في المنطقة (الآمنة-العازلة) شمال سورية… يغوصون في الوحول السياسية المتحركة لها..يتصارعون..
أردوغان الذي ذهب الى سوتشي أبقى قدميه على طريق المنطقة الآمنة وأذنيه عند ترامب… لا يستطيع المشي على (أشواك) اتفاق أضنه ولا التقدم خطوة في الشمال يوم أطلق عليه الرئيس الاميركي رصاص ابقاء 200 جندي شرق الفرات…عله يصيب كل عصافير الاتفاقات فوق شجرة سوتشي والتركي العالق عليها…
الأوروبيون عالقون ايضا ومهددون بالابتزاز الارهابي… فإما ان يتحول الأوروبي الى (كلب بوليسي) يحرس المصالح النفطية لترامب شرق الفرات او ان تعود الذئاب المنفردة قطعانا تهدد الشانزليزيه…
الدعاية المجانية لانجازات (قسد) في الباغوز السورية وغنائمها من الدواعش متعددي الجنسية مدفوعة الرصيد لاحقاً ومن الجيب الأمني الأوروبي تحديدا.. لا مجال للحديث هنا عن الخليج، فالخرج النفطي جاهز في اي تغريدة لترامب… وحده اردوغان من اضاع الحسابات..
الشبح الكردي من امامه ودونالد ترامب من خلفه يقلب كل ترتيباته… يصيح السلطان العثماني من ذاكرة الحرب العالمية الاولى – هذه حدودنا-.!!… يلسع نفسه من عقارب الزمن حين يرفض التخلي عن حلم العثمانية ويدخل الى المنطقة الآمنة من عتبة (الباب العالي)… وان كان مخلوعا….
كان لافتا خطاب دمشق منذ ايام حين قالت لأردوغان: «تبقى اجيرا صغيرا للغرب»…. لم تتوقع دمشق انقلابه على سوتشي وعودته كجارية لإغراء ترامب بل كانت متأكدة ان ما أعيد طرحه من بنود أضنه في المكافحة المشتركة للارهاب على الحدود ليست وسيلة بل غاية تركية للبقاء على قيد الرقص السياسي مع الروس….
موسكو التي لحقت بأردوغان الى وراء باب سوتشي.. تحاصره بنشر الشرطة العسكرية الروسية في (حلم منطقته الآمنة).. يرفض السلطان ويبدأ ببثه التجريبي لاذاعة اطلق عليها تسمية (المنطقة الآمنة)… يريد البقاء في الشمال السوري حتى ولو على الهواء…
(أردوغان إف – إم) معلق على موجات صوتيه وامام التردد الأميركي في سماعه هذه الايام ربما يفقد الاتصال الروسي في ادلب وخصوصاً ان موسكو ودمشق تهيئان المشهد هناك لمعركة مشابهة من حيث السيناريو لكل المعارك التي جرت على التراب السوري…
بين المصالحات والتقدم بالبندقية تعود ادلب ولكن هل بات اللاعبون الدوليون يبحثون عن مخارجهم السياسية من سورية ام ان مرحلة اخرى ترسم في المنطقة كلها؟
فتشوا عن داعش… ثمة من يقول انه اصبح تنظيما سريا تحت الأرض في الشرق الأوسط بعد ان حفر له الغرب الانفاق (بالرفش السياسي)…
لم يعد داعش حديث المخاوف الأميركية ولا حتى النووي الايراني.. هي حجج واشنطن لصناعة الحروب وتدوير الحلفاء في فلكها والا لما كان ترامب يصالح طالبان… وذاهب بعد ايام الى فيتنام ليعانق زعيم كوريا الشمالية…
حلفاء اميركا هم فروق العملة السياسية لها والمرابطون على فتات موائدها السياسية..هل سمعتم بالقمة العربية الاوروبية في شرم الشيخ…قمة بعنوان «الاستثمار في الاستقرار» غاب عنها نصف القادة العرب وحضرها النصف الغائب… هل ترك لهم البيت الأبيض استقرارا او حتى قرارا؟؟!!
كتبت عزة شتيوي
التاريخ: الأثنين 25-2-2019
رقم العدد : 16917