السعي الأميركي لتأمين أكبر قدر من مصالحه في المنطقة يستدعيه للهاث وراء تكريس الإرهاب، الذي لا يتوقف عند حدود السلاح وكميات الذخيرة وأعداد المرتزقة الذين يتم إرسالهم لمحاولة النيل من دولة ذات سيادة تحديداً كسورية، بل يتعداها من خلال اللهاث بعيداً لاستثمار هذا الإرهاب لمزيد من محاولات التقسيم إلى أجزاء وأجزاء تفي باحتياجات الأميركي وتلبي متطلبات قيامه الإرهابي الأساسي الأصيل.
وهو ما يبدو أن صورته القبيحة والقذرة أخذت تظهر عبر نسخة مصغرة من «الناتو» الأطلسي، بما يسمى ناتو عربياً مصطنعاً، أخذت تؤسس لبذرته إدارة دونالد ترامب، لتكون الخطوة القادمة أكثر خطورة مما هو قائم، مع فشلهم حتى الآن من كسر إرادة سورية بالتمسك بوحدتها وسيادتها وتأكيدها على استعادة كل ترابها من القوات المحتلة، وهو ما أخذ الروسي يحذر منه مجدداً، خاصة بعد حفلات الجنون السياسي للمسؤولين الأميركيين وانقضاضهم على القانون الدولي، وفي ظل هذا الانصياع الأعرابي وحني الرؤوس المستمر.
فما تحاول أميركا تفعيله حالياً عبر هذه النسخة بإقامة تحالفات جديدة تحت مسميات ملغومة هو لمزيد من التفريق والتمزيق للمنطقة وسعي خفي وراء الكواليس لاستهداف الجميع وبلا استثناء، وليس فقط لاستهداف محور المقاومة، وهو ما سبق أن حذرت دمشق منه باستمرار عبر رسائلها المتجددة بأن الحرب الإرهابية الأطلسية على سورية هي استكمال للحرب الإرهابية التآمرية لتفتيت المنطقة لمصلحة واشنطن والكيان الصهيوني الغربي، وأن الجميع ليس بمنأى عن هذا الإرهاب الأميركي، ولكن هل من يرغب باستيعاب الدرس؟ يبدو أن الأمر على من ينتخون لرضا الأميركي صعب وعسر الهضم!!
إذا هي محاولة لتوطين الإرهاب ودق أسافين تمزيقية تزيد الضعف ضعفاً، ولكن بتجميل جديد، حيث تاجر العقارات مهووس بجمع اقتصادات العالم وتدميرها ذاتياً، عبر مقايضة هذه المستنسخات المصغرة لاحقاً بالحماية، وبذلك يكمل ترامب مسار توجهات إدارات بلاده السابقة ودولته العميقة في سعيها للاستمرار بمسمى الفوضى الخلاقة وإكمال خطة ترهيب العالم.
وما يجري في إدلب والجزيرة السورية من محاولات أميركية وتركية للاحتلال وزرع الأقدام إلا في إطار هذا المشروع الأطلسي المفخخ لفتح ثغرة مصالح الهيمنة، ولكن الجيش العربي السوري قال كلمته وأثبت قدرته على تحدي الأصعب ولتخلط معادلته حسابات المتآمرين.. فلا تنازل عن السيادة ولا تفريط بالحقوق.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918