اكتسبت نخبة من الأطباء المتميزين خبرة كبيرة في مجالاتهم التخصصية، وتميزوا بدقة أدائهم خلال سنوات الأزمة، من خلال معايناتهم وتقديمهم العلاج للحالات النوعية، وبالتالي تأهيلهم وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية وتدبير الكثير من الإصابات والأمراض بأبسط المعدات وأقل الكوادر البشرية المتوفرة، ما أضفى خبرات لا تضاهى.
ومع الحالات الصحية الحرجة، برزت الحاجة والضرورة لعمليات الترميم وإزالة ندوب الجروح والحروق والضياع المادي بمختلف أعضاء الجسم، وهي تشكّل ما يقارب نصف العمليات التي أجريت بشكل شبه يومي منذ ما يقارب السبع سنوات، وتُجرى هذه العمليات، وحسب درجة تعقيدها والحاجة لتخدير موضعي أو عام في مشافينا العامة.
وتحدياً لظروف وصعوبات الحرب استطاع الكثير من الأطباء والممارسين تلبية حاجات عشرات المصابين بشكل يومي واستثمار الخبرات الطويلة والقوية لعلاج إصابات رجال الجيش العربي السوري وبإجراء عمليات جراحية نوعية تعتبر الأولى من نوعها، سواء في جراحات التعويض أو القطوع والبتور إثر الإصابات الحربية وبدقة متناهية.
ورغم كل الآثار السلبية للحرب الإرهابية العدوانية استمرت الجهات المعنية بتقديم خدمات الرعاية الصحية والعلاج والدواء للمواطنين، مع خروج مئات المراكز الصحية والمشافي وعدد من معامل الدواء عن الخدمة جراء الاستهداف الإرهابي لها، كما حرصت على إيصال شحنات الأدوية واللقاحات لكل المناطق بما فيها صعبة الوصول ما ساعد في الحفاظ على استقرار الوضع الصحي ومنع حدوث أي وباء.
ويبدو من الأهمية بمكان الحفاظ على أصحاب الكفاءات الطبية لإكسابهم الشعور الصحيح بالقيمة الحقيقية التي يحوزون عليها وتوفير دعائم تكريس وتنمية الكفاءات، دون التسبب في هجرة أصحابها والتي كلفت الدولة مئات الملايين قبل سنوات الحرب وخلالها في شتى المشافي التي تذخر بالكفاءات الطبية والخبرات العلمية المحلية.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918