الملحق الثقافي-رشا سلوم:
ثمة رجالات فكر وأدب وثقافة أسسوا للنهضة التي نعيشها في الوطن العربي، وكانت بدايتها من سورية، وقد عمل هؤلاء الرجال على التنوير ونشر الفكر منذ أن تم طرد المحتل العثماني من سورية. حري بنا أن نقف عند محطات بحياة هؤلاء المبدعين الذين يجب أن يبقوا ملء الضوء والحياة، من هؤلاء معروف الأرناؤوط الذي نشير إليه في هذه العجالة بمناسبة إصدار مجمع اللغة العربية كتاباً مهماً عنه، ألفه الدكتور نزار أباظة، وصدر بدمشق منذ فترة وجيزة، وفي محطات حياته الثرة والغنية التي تزخر بها المواقع الإلكترونية، ومن موقع لها أون لاين نعرض بعضها، قبل الإشارة الى الكتاب وفصوله، جاء في تعريفه:
ولد الشيخ معروف الأرناؤوط (1892 ـ 1948م) في بيروت،. تلقى تعليمه الأولي في إحدى مدارس بيروت الابتدائية، انتقل إلى دمشق فعمل بالصحافة، وأنشأ مع عثمان قاسم ورشدي ملحس جريدة الاستقلال العربي عام 1918، وبعد توقف الجريدة، أنشأ مجلة العلم العربي 1919 وخصصها للأدب والشعر.
بعد ذلك أنشأ جريدة يومية بعنوان «فتى العرب» عام 1920م، وظل يعمل فيها لأكثر من ربع قرن حتى رحيله، وعلى صفحاتها كتب أعلام العربية، أمثال: عباس محمود العقاد، وإبراهيم عبد القادر المازني، ومحمد حسين هيكل، وأمير الشعراء أحمد شوقي، وخليل مطران، وشكيب أرسلان، وغيرهم.
كان عضوًا بمجمع اللغة العربية بدمشق منذ (1930م)، وانضم إلى عدة جمعيات ولجان في بيروت والشام، وترأس نقابة الصحافة السورية لسنوات.
ومع أن معروف نجح في ميدان الصحافة، فإِن الفن الصحفي لم يكن المجال الحقيقي لموهبته، فقد ولد أديباً وروائياً موهوباً، وساعده على ذلك ثقافته واطلاعه الواسع على أدب الغرب، ولاسيما فن الرواية والقصة، فحاول أن يقيم دعائم الأدب العربي الحديث على أسس راسخة من واقع حياة المجتمع وتاريخه.
كتب عدداً من الروايات، نالت شهرة رائعة، أبرزها: «سيد قريش» (1929م): وهي رواية في ثلاثة أجزاء: رسم معروف فيها حياة العرب في مرحلة البعثة النبوية، وصور معجزة النبوة وأثرها الاجتماعي والسياسي في حياة العرب. واعتمد في تأليف روايته على كتب التاريخ العربي والإِسلامي.
وأثبت أن القومية العربية بمعناها الحقيقي، كانت موجودة قبل الإِسلام، وأن عرب سورية كانوا على جانب كبير من المدنية، وعلى اتصال دائم بحضارات بيزنطا وروما والعالم كله. وعلى أثر صدور هذه الرواية التاريخية، انتخب عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق في 8/10/1930م.
وله عدة روايات أخرى نشرتها مطبعة فتى العرب بدمشق، منها: عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) (في أربعة أجزاء) – 1936، وطارق بن زياد – 1941، وفاطمة البتول – 1942، وترجم العديد من الرويات، منها:
عذاب الضمير لجاك دارسي،
تقريع ضمير الملوك لأدولف دانري،
لادام أو كاميليا لإسكندر ديماس الصغير.
وترجم العديد من المسرحيات، منها:
عمرو بن العاص (رضي الله عنه)،
والرجوع إلى أدرنه لروجيه لاهونت،
في طرابلس الغرب،
لينجر لتيودور بوتريل،
عواطف الإخاء،
الصقلي الشريف لألفريد دي موسيه،
ديانات لأدولف دانري، الطفلان الشريدان لبيير دي كورسيل.
وله عدد من المؤلفات، منها:
فردوس المصري – 1915م،
نصارى العرب في الشام والعراق،
تاريخ الأدب في القرن التاسع عشر،
الابتسامات والدموع،
القاهرة.
وفي الشعر له قصائد صاغها عن لغات أجنبية، منها: قصيدة «وقفة في الطلول» لأندريه شينيه المنشورة في مجلة الحديث بحلب 1928، وقصيدة «دموع للامرتين» المنشورة في مجلة الحديث أيضاً في أيار 1928.
بين يدي الكتاب
أديب الصحافة وصحفي الأدباء، معروف الأرناؤوط، جاء كتاب الدكتور نزار أباظة يقول في مقدمته: على أن الكتابة عن رجل كمعروف ضرورية، ومهمة أن تخرج بكتاب لأن الرجل شارك في حركة حقبة صاخبة من تاريخ دمشق وحقبة حساسة كان لها ما بعدها، من احداث فالرجل كان كما يشهد له عارفوه صاحب إحدى أهم أربع جرائد في دمشق منذ قيام الدولة العربية بها حتى خلال منتصف القرن العشرين تقريباً، كان يـتأثر بالأحداث آنذاك تأثراً عميقاً من خلال اهتمامه بالعروبة التي جرى بها دمه، في أعمق شرايينه، وانضمام الأرناؤوط إلى عضوية المجمع العلمي العربي يشهد له بأكثر من شهادته الأولى ذوبانه في العروبة لأن المجمع عربي بكل ما في الكلمة من معنى.
يقع الكتاب في 115 صفحة من القطع الكبير، وقد تناول فيه المؤلف العناوين التالية: معروف الأرناؤوظ سيرة حياة، النشأة الأولى/ الأسرة الدراسة والمكونات. الحراك إلى اسطنبول، الاستقرار، في دمشق، في المجمع العلمي العربي.
القسم الثاني: بواكير قلم، معروف الصحفي، الصحافة أيام معروف الأرناؤط، الصحفي معروف الأرناؤوط، جريدة الاستقلال العربي، معروف الأديب، النقل عن الفرنسية.
المؤلفات الروائية:
على ضفاف البوسفور،
سيد قريش،
عمر بن الخطاب،
طارق بن زياد،
فاطمة البتول،
فردوس المعري،
القاهرة.
ومؤلفات مسرحية كثيرة منها:
أحلام ودموع.
وثمة باب لشهادات معاصريه فيه.
فعل خيراً مجمع اللغة العربية إذ أصدر هذا الكتاب ضمن مجموعة كتب تقدم للقارئ العربي إضاءات على الشخصيات الفكرية والعلمية التي مهدت الطريق لبناء جيل واع ومتنور، ومن هؤلاء معروف الأرناؤوط.
التاريخ: الاثنين26-2-2019
رقم العدد : 16918