في ظل تصاعد التوتر بين الهند وباكستان على خلفية الهجوم الانتحاري على حافلة للجيش الهندي في الرابع عشر من الشهر الجاري والذي أودى بحياة 44 جندياً هندياً، حيث اتهمت نيودلهي إسلام آباد بالضلوع فيه وهو ما نفته الحكومة الباكستانية، أكدت الحكومة الهندية أمس توجيه سلاح الطيران الهندي ضربات على معسكرات مسلحين متطرفين في منطقة كشمير، في وقت تعالت فيه الدعوات الدولية لضبط النفس بين البلدين حفاظاً على الأمن والاستقرار في جنوب آسيا.
وكالة الصحافة الفرنسية نقلت في هذا الإطار عن وزير الدولة بوزارة الزراعة الهندية سينغ شيكاوات قوله في تغريدة على تويتر: إن سلاح الطيران الهندي نفذ ضربة جوية في وقت مبكر من صباح أمس على معسكرات إرهابية عبر خط المراقبة ودمرها بالكامل.
وقالت مصادر هندية إن الطائرات الحربية شنت هجمات على ثلاثة مواقع في الجانب الباكستاني من كشمير «بالاكوت» و»مظفر اباد» و»تشاكواي» وان المهمة كانت ناجحة في تدمير مراكز تدريب لمسلحين متطرفين، وأكد مصدر في الحكومة الهندية أن الضربة الجوية على معسكر تدريب تابع لجماعة متطرفة في باكستان تسببت بمقتل 300 من عناصر الجماعة.
الجيش الباكستانى قال من جانبه إن مقاتلات هندية اخترقت المجال الجوي فوق خط المراقبة في كشمير الذي يمثل عملياً خط الحدود في هذه المنطقة المتنازع عليها بين البلدين.
ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم الجيش الباكستاني الميجور جنرال اصف غفور في تغريدة على تويتر أمس: اخترق سلاح الجو الهندي خط المراقبة، مشيراً إلى أن المقاتلات الهندية اضطرت للانسحاب بعد تصدي مقاتلات باكستانية لها.
وأضاف أن المقاتلات الهندية ألقت على عجل عبوة ناسفة لدى فرارها سقطت قرب بالاكوت ولم تسفر عن ضحايا أو أضرار.
وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي ذكر في وقت لاحق أن القوات المسلحة لبلاده تقف حالياً في حالة التأهب الكامل، وهي جاهزة للدفاع عن أراضي البلاد.
ونقلت قناة «جيو تي في» التلفزيونية الباكستانية عن تصريح قريشي قوله أمس إن ما قامت به الهند يهدف لتحقيق مكاسب سياسية.
من جانبه أعلن وزير التنمية البشرية الهندي براكاش جواديكار أن غارة القوات الجوية الهندية على معسكر تابع للمسلحين في إقليم كشمير المتنازع عليه كان إجراء ضرورياً لحماية البلاد.
إلى ذلك دعت الصين الهند وباكستان إلى ضبط النفس وطلبت من نيودلهي تنفيذ حربها ضد الإرهاب من خلال التعاون الدولي، وذلك بعد توجيه سلاح الطيران الهندي ضربات ضد معسكرات لمسلحين متطرفين في الجانب الباكستاني من كشمير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ للصحفيين أمس: إننا أحطنا علماً بالتقارير حول الغارات الهندية وأريد أن أقول إن الهند وباكستان دولتان مهمتان في جنوب آسيا والعلاقة السليمة والتعاون بين البلدين تخدم مصالح كل منهما كما تخدم السلام والاستقرار في جنوب آسيا، مضيفاً بالقول: نأمل أن تتمكن نيودلهي وإسلام آباد من ضبط النفس والقيام بالمزيد من أجل تحسين العلاقات الثنائية بينهما.
كما طالبت الخارجية الإيرانية الهند وباكستان بضبط النفس والسعي لخفض التوتر واعتماد الحل السلمي لتسوية الخلافات والمشاكل بينهما.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو البلدين، الهند وباكستان لضبط النفس وبذل المزيد من الجهود للحد من التوترات واعتماد الحل السلمي لتسوية الخلافات والمشاكل بينهما عبر الحوار.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 27-2-2019
رقم العدد : 16919