في ظل الغموض الذي يكتنف عملية «بريكست», جدل واسع في أوروبا وانقسام بين البريطانيين حول احتمالات تتراوح بين الخروج دون اتفاق أوالتأجيل وربما الذهاب إلى سيناريوهات أخرى, بعد تصاعد حدة الخلاف في البرلمان, وحالة التمرد ضد رئيسة الوزراء تيريزا ماي التي تواجه أزمة داخل حكومتها, في وقت تحاول فيه استغلال التهديد من فوضى محتملة في حال الخروج دون اتفاق للحصول على تنازلات من الاتحاد, مطالبة بتأييد البرلمان لاستراتيجيتها الجديدة بعد أن تركت له خيار إرجاء «بريكست», إلا أن العديد من النواب وبعض وزراء الحكومة حذروا من أنهم سيحاولون السيطرة على عملية الخروج لتفادي دخول البلاد في أزمة اقتصادية حادة.
حيث طلبت ماي من مجلس العموم التصويت على مذكرة لتمديد المباحثات مع بروكسل وطرح آلية لتأجيل تاريخ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال فشل المباحثات.
وذكرت وكالة فرانس برس أن من بين المقترحات المقدمة أمام البرلمان يبرز مقترح النائب المحافظ أوليفر لتوين والعمالية إيفيت كوبر الذي يهدف إلى تدعيم مقترح رئيسة الوزراء بشأن الإرجاء من خلال طلب تحريك الإجراءات القانونية اللازمة لتعديل موعد الخروج.
من جهته أعلن رئيس حزب العمال جيريمي كوربن عن تقديمه مقترحاً ينص على بقاء المملكة المتحدة داخل اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي بعد الخروج من الاتحاد, وإذا لم يعتمد هذا المقترح فسيضع أمام البرلمان اقتراحاً في وقت لم يحدده يطلب إجراء استفتاء ثان.
وسيتم التصويت قبل الـ12 من آذار القادم على النسخة المعدلة من اتفاق الخروج الذي توصلت إليه ماي مع بروكسل والذي رفض بأغلبية ساحقة في تصويت سابق, وفي حال رفض النواب أيضاً النسخة المعدلة فستطلب منهم ماي في الـ13من آذار التصويت بشأن الخروج من دون اتفاق, وفي حال رفضوا ذلك أيضا ستضع أمامهم احتمال إرجاء محدود لـ «بريكست» وهي فكرة لطالما عبرت ماي عن معارضتها لها.
وكانت ماي أعلنت الثلاثاء عزمها ترك خيار التصويت بشأن إرجاء بريكست للبرلمان في حال رفض النواب اتفاقها ومواجهة احتمال الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس في مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في باريس إنه حان الوقت لكي يتخذ الشعب البريطاني خياراته حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وذكر ماكرون أن فرنسا مستعدة للبحث في موضوع تأجيل موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في حال بررت لندن طلبها التأجيل.
وتابع: اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي غير قابل للتفاوض من جديد، لكن لو احتاج البريطانيون لمزيد من الوقت يمكننا عندها بحث مسألة تمديد المهلة.
وكانت المفوضية الأوروبية قد أعلنت بدء العمل بخطة طوارئ تحسبا لعدم موافقة البرلمان البريطاني على مسودة الاتفاق على الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث يبدأ تنفيذ 14 خطوة لضمان مصالح المواطنين والشركات الأوروبية في بريطانيا في حال عدم التوصل لاتفاق.
وتسعى ماي للحصول على ضمانات قانونية وسياسية من زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن ترتيبات الوضع الخاص للحدود بين أيرلندا العضو بالاتحاد وإقليم أيرلندا الشمالية البريطاني، بما يضمن عدم قيام حدود جامدة بينهما، إلا أن مسؤولي الاتحاد يرفضون بشدة إعادة التفاوض على الاتفاق.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
