تزداد حدة التوتر بين الدولتين الجارتين الهند وباكستان، وسط دعوات دولية للتهدئة، حيث تبادل الجانبان أمس ضربات جوية أسفرت عن سقوط طائرات لكلا الطرفين، حيث قالت وسائل إعلام هندية إن الهند ردت على اختراق مجالها الجوي من قبل طائرات باكستانية بإسقاط إحدى المقاتلات.
وأوضحت صحيفة هندوستان تايمز الهندية أن طائرات سلاح الجو الهندي طاردت مقاتلات باكستانية انتهكت المجال الجوي للبلاد وأسقطت أحداها على حي راجوري في جامو، فيما أقرت نيودلهي بفقدان طائرة واحدة.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية راجيش كومار قال تعليقا على ذلك خلال مؤتمر صحفي:إن الطائرة الباكستانية استهدفت أثناء مشاركتها في عملية لضرب منشآت عسكرية في الجانب الهندي، مضيفا: إن قوات برية رصدت الطائرة الباكستانية أثناء سقوطها من الجو في الجانب الباكستاني، بينما قال مسؤول هندي آخر: إن طائرات تابعة للقوات الجوية الهندية اعترضت ما لا يقل عن ثلاث طائرات حربية باكستانية بعد دخولها الجانب الهندي من كشمير وأجبرتها على العودة.
في المقابل أعلنت باكستان أنها نفذت ضربات جوية في الشطر الهندي من كشمير وأسقطت طائرتين هنديتين وأسرت طيارا وأنها أغلقت مجالها الجوي.
ونقلت رويترز عن وزارة الخارجية الباكستانية قولها في بيان: نفذت القوات الجوية الباكستانية ضربات أمس عبر خط المراقبة من المجال الجوي الباكستاني.
بدوره أعلن الجيش الباكستاني أن طائرات هندية دخلت باكستان ردا على الضربات مضيفا انه تم إسقاط طائرتين وأسر طيار.
إلى ذلك أعلنت هيئة الطيران المدني عن إغلاق باكستان مجالها الجوي، وقالت الهيئة على موقع تويتر لقد تم إغلاق المجال الجوي رسميا حتى إشعار آخر.
بدوره أوضح المتحدث باسم الجيش الباكستاني الجنرال آصف غفور في مؤتمر صحفي في روالبيندي إن هذا القرار اتخذ بسبب الظروف الراهنة، مشيرا إلى أن إسلام أباد لا تريد المضي نحو حرب مع الهند.
في غضون ذلك استدعت الخارجية الهندية القائم بأعمال المفوضية الباكستانية في نيودلهي وسلمته رسالة احتجاج على خلفية التصعيد الأخير بين البلدين.
وطالبت الخارجية بمعاملة جيدة للطيار الهندي الأسير لدى باكستان وإعادته سالما إلى بلاده.
التصعيد العسكري المتبادل بين البلدين الجارين لم يمنع مسؤولي الدولتين من تأكيد حرصهم على عدم زيادة حدة التصعيد، حيث أعلنت وزيرة الخارجية الهندية سوشما سواراج الموجودة حاليا في الصين أن بلادها لا تريد مزيدا من التصعيد وقالت: إن بلادها ضربت أمس الأول هدفا محدودا هو معسكر تدريبي لتنظيم متشدد تبنى قبل أسبوعين هجوما انتحاريا قتل فيه 41 عسكريا هنديا في الشطر الهندي من كشمير، مشيرة إلى أن الهند ستواصل التصرف بمسؤولية وبضبط النفس.
وحرصت سواراج على الإشارة الى أن الغارات التي شنتها المقاتلات الهندية أمس الأول في الأراضي الباكستانية لم تكن عملية عسكرية لأنها لم تستهدف منشآت عسكرية باكستانية.
وفي إسلام آباد دعا رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من جانبه الهند إلى الحوار وتحكيم العقل وقال في خطاب للشعب الباكستاني: إن العقل يجب أن يسود ويتعين علينا حل المشكلات عبر الحوار، مضيفا: يخبرنا التاريخ أن الحروب مليئة بالحسابات الخاطئة .. وهل من الممكن أن نتحمل كلفة الحسابات الخاطئة بالنظر إلى ما نملكه من أسلحة .. يجب أن نجلس ونتحدث، بينما أكد متحدث باسم الجيش الباكستاني أن إسلام آباد لا تريد المضي نحو حرب» مع الهند.
وفي ردود الفعل الدولية أعربت روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف عن قلقها جراء التصعيد الأخير بين الهند وباكستان. وقال بيسكوف: نحن نراقب الوضع عن كثب وقلقون للغاية بسبب الأنباء التي تصلنا وندعو جميع الأطراف لضبط النفس، بينما أبدت وزارة الخارجية الروسية قلق موسكو من تبادل الغارات الجوية بين الهند وباكستان معربة في الوقت نفسه عن أملها بتهدئة الأوضاع بين الجانبين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن مدير الدائرة الآسيوية الثانية بالوزارة زامير كابولوف قوله أمس للصحفيين نحن قلقون جدا من هذا التصعيد اذ ان الهند وباكستان دولتان صديقتان لروسيا والوضع الذي نشأ في هذه المنطقة يدل على مدى أهمية استقرار العلاقات الثنائية بين هاتين الدولتين بالنسبة لاستقرار المنطقة ككل ونأمل بأن يتم تخفيف حدة التوتر بأسرع ما يمكن.
بدورها دعت الصين البلدين إلى ضبط النفس وطلبت من نيودلهي تنفيذ حربها ضد الإرهاب من خلال التعاون الدولي. كذلك أعربت إيران عن قلقها العميق إزاء المخاطر الناجمة عن زيادة التوترات الحدودية والتصعيد العسكري بين الهند وباكستان.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي في تصريح أمس أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدعو كلا البلدين المهمين والمؤثرين في هذه المنطقة الحساسة من العالم إلى مراعاة الظروف الإقليمية المعقدة التي تبدو إلى حد كبير عرضة لزيادة انعدام الأمن والاستقرار والتدخل الأجنبي والالتزام بضبط النفس واتخاد جميع الإجراءات المطلوبة للتسوية السلمية والاستفادة من كل الوسائل الدبلوماسية لإنهاء التوتر.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 28-2-2019
رقم العدد : 16920
