تقاطيع يديها وملامح وجهها تحكي حكاية سنوات مرت ، إنها أم رامز سيدة سورية مسنة (80 سنة) ، عملت بحب .. تقول : حكايتي تبدأ من عشبة الزوفا وهي نبتة عريقة، كان أجدادي وأمي يعملون بها منذ القدم فيذهبون الى الجبال للحصول عليها ، إنها عشبة برية تنبت من دون عناية في الجبال والأودية والسهول وبين الصخور وموسم قطافها يبدأ في الصيف لمدة شهر تقريباً.
تضيف أم رامز في حديثها لصحيفة الثورة: أذهب منذ الصباح الباكر حتى المساء لأقطف هذه العشبة وأبيعها لأجني المال بعد أن أقوم بـ (تبويق) أوراقها وقصها، ولكن ثمنها الزهيد لا يقارن بالمشقة والجهد الذي أبذله للحصول عليها، وقد ربيت أولادي من خلال عملي فيها فكانت مردوداً اقتصادياً مساعدً لا بأس به، فضلاًَ عن فوائدها الجمة .
(أم رامز) شأنها شأن كثيرات في سورية فضلّن العمل بصمت لتبني أسرتها، هي سيدة مكافحة ومضحية حملت مسؤولية منزلها بتواضع، استطاعت من خلال عملها التغلب على قسوة الظروف، إنها حكاية سورية بامتياز، تحكي عن تحدي الإنسان السوري وعن نساء مناضلات استطعن أن يخرّجن أجيالاً ويتحولن إلى مثل وقدوة .
الثورة – نيفين أحمد
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925