أميركا تراوغ بمعاهدة الصواريخ.. وتسعى لزيادة عديد قواتها بأوروبا!… روسيا تحذر الأوروبيين من التبعات: واشنطن تهدد أمنكم
غداة تعليق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العمل في تنفيذ بنود معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ردا على الانسحاب الأميركي، تحاول أميركا اللعب على حبال المراوغة، فأعربت عن استعداد مشروط للتفاوض مع موسكو بشأن المعاهدة، وبنفس الوقت أوصى البنتاغون بزيادة عدد القوات الأميركية المتمركزة بشكل دائم والمناوبة في أوروبا، الأمر الذي دفع روسيا لتحذير الدول الأوروبية من التبعات.
وفي التفاصيل، أكد رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أن الولايات المتحدة التي تتخذ قرارات من جانب واحد بالانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى لا تفكر إلا في مصالحها الخاصة وبالتالي فهي تشكل تهديدا لأمن الدول الأوروبية.
وقال فولودين خلال اجتماع للجنة البرلمانية الروسية الإيطالية الموسعة: إن على البرلمانيين الأوروبيين أن يكون لهم رأي في الدفاع عن مصالح أوروبا السيادية، داعيا إلى إيلاء المزيد من الاهتمام بمنطقة جنوب البحر المتوسط مع الأخذ في الاعتبار التهديدات المنبثقة من شمال إفريقيا والشرق الأوسط والتي تؤثر بشكل مباشر على أمن أوروبا.
كما صرح السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف بأن موسكو سترد على نشر الصواريخ الأميركية في أوروبا بنشر صواريخ تغطي بها أوروبا بأكملها.
وقال أنطونوف في كلمة له بمركز ستيمسون للخبرات في واشنطن: نعرب عن قلقنا الكبير لإمكانية أن يعقب انسحاب واشنطن من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى نشر صواريخها على أراضي حلفائها الأوروبيين هذه مسألة هامة جدا، وأريد أن ألفت اهتمامكم إليها، حيث سنضطر في هذه الحالة لنشر صواريخنا التي ستغطي كافة أوروبا.
وتابع: «من المهم إدراك الطرف الخاسر بعد انهيار المعاهدة.. هذا الطرف هو الدول الأوروبية». وشدد أنطونوف على أن روسيا وأوروبا، ستواجهان عندها تحديا أمنيا جديدا، مؤكدا «ضرورة تجنب ذلك».
من جانبه أعلن مجلس الاتحاد الروسي إمكانية التوصل لصيغة جديدة من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى في حال انضمام المزيد من الدول إليها.
ونقلت وكالة تاس عن رئيس لجنة الدفاع والأمن في المجلس فيكتور بونداريف قوله أمس: إن الصيغة الحالية للمعاهدة قديمة العهد حيث مضى أكثر من 30 عاما على توقيعها وفي هذه الفترة قامت العديد من الدول بتطوير أنواع من الأسلحة المحظورة وأعتقد أنه يمكن إصدار صيغة جديدة للمعاهدة تشمل المزيد من الدول وهو ما اقترحته روسيا في وقت سابق.
وفي سياق مواز أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن روسيا تعمل على ابتكار وتطوير أجهزة فضائية عسكرية حديثة وهناك عدد من الأعمال في هذا المجال قيد التنفيذ.
ونقلت سبوتنيك عن شويغو قوله خلال مؤتمر في مقر وزارة الدفاع الروسية:»مهمتنا هي إنشاء أقمار صناعية حديثة قادرة على توفير بيانات استطلاعية وبيانات خرائط أكثر دقة ولهذا الغرض يجري تنفيذ عدد من الأعمال».
وكانت الولايات المتحدة قد أعربت عن استعدادها للتفاوض مع روسيا حول معاهدة الصواريخ ولكن بشروط.
ونقلت قناة «روسيا 24» عن مصدر في الخارجية الأمريكية أن الشرط الأساسي يكمن في توفير إمكانية التفتيش الحر المتبادل، لضمان «أمن الولايات المتحدة وشركائها».
في الأثناء أوصت القيادة الأمريكية في أوروبا التابعة للقوات المسلحة الأمريكية، بزيادة عدد القوات الأمريكية المتمركزة بشكل دائم والمناوبة في أوروبا.
وجاء في كلمة للقائد العام لقوات الناتو في أوروبا، الجنرال الأمريكي كيرتس سكاباروتي خلال جلسة استماع أمام لجنة شؤون القوات المسلحة التابعة لمجلس الشيوخ في الكونغرس الأمريكي: «بالنظر إلى الوجود العسكري المحدث لروسيا، فإننا نوصي بزيادة عدد قواتنا المنتشرة بشكل دائم والمناوبة من أجل تعزيز قدراتنا الرادعة»، على حد تعبيره.
وأضاف سكاباروتي بأن القيادة تحتاج إلى قوات جوية وبحرية إضافية، لما سماه ردع روسيا في إطار «مبادرة الدفاع الأوروبية، مشيرا إلى أن القيادة الأوروبية تحتاج إلى إمكانيات قتالية وقدرات جوية مرافقة، إضافة للقوات المتمركزة من قبل، وتحسين البنى التحتية للمطارات وتمركز موزع.
وأشار الجنرال الأميركي أيضا، إلى أن القيادة الأوروبية للقوات الأمريكية تعمل مع وزارة الحرب الأميركية لزيادة التواجد على أساس التبديل، للمدمرات مع أسلحة الصواريخ ومجموعات حاملات الطائرات والغواصات.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 6-3-2019
رقم العدد : 16925