الثورة – بسام مهدي:
في خطوة تعكس التوجه الاستراتيجي لوزارة السياحة نحو رقمنة القطاع وتعزيز جاذبيته الاستثمارية، وقّعت الوزارة مذكرة تفاهم مع شركة Living One Tow One للتطوير العقاري بهدف تحديث قطاع الضيافة في سوريا وربطه بالمعايير الدولية الرقمية.
وتأتي هذه المبادرة في إطار خطة شاملة تسعى إلى تعزيز الخدمات السياحية، ورفع جودة الإقامة للزوار، إضافة إلى دعم القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع عقارية سياحية مبتكرة.
الخطوة الجديدة لا تقتصر على مجرد توقيع اتفاقية تعاون، بل تمثل تحوّلاً نوعياً في طريقة التفكير بإدارة السياحة، إذ تربط بين التطوير العقاري والتكنولوجيا الرقمية، ما يضمن بناء نموذج خدمي متكامل يتيح للسائح الوصول بسهولة إلى خيارات الإقامة الموثوقة والآمنة.
كما تركز الاتفاقية على تطوير وتجديد المباني القائمة واقتراح مبانٍ جديدة قادرة على تلبية الطلب المتزايد، بما يسهم في تحسين البنية التحتية وتوسيع قاعدة العرض السياحي.
ويؤكد هذا التوجه أن الوزارة عازمة على جعل السياحة رافعة حقيقية للاقتصاد الوطني، عبر استثمار التكنولوجيا الحديثة لإعادة تقديم سوريا كوجهة قادرة على مواكبة التطورات العالمية في قطاع الضيافة والخدمات السياحية.
تعزيز الخدمات السياحية الرقمية.
إن تعزيز الخدمات السياحية الرقمية في سوريا يمثل خطوة محورية لإعادة دمج البلاد في الخريطة السياحية العالمية. فالتحول نحو الحلول الذكية، كتطبيقات الحجز والدفع الإلكتروني وأنظمة التقييم الفوري، يسهم في رفع مستوى الشفافية ويعزز ثقة السائحين، كما يفتح الباب أمام استقطاب شريحة واسعة من الزوار الشباب الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الأدوات الرقمية في تخطيط رحلاتهم.
وإلى جانب ذلك، فإن هذه الخدمات تسهل على المستثمرين إدارة منشآتهم السياحية بكفاءة أكبر، وتوفر للدولة أدوات دقيقة لمتابعة الجودة وضمان الامتثال للمعايير.
المعايير الدولية الرقمية
المعايير الدولية الرقمية في السياحة تقوم على مجموعة من الضوابط والإجراءات التي تضمن تقديم خدمات فندقية وسياحية ذات جودة موحدة وعالمية، وتشمل هذه المعايير جوانب متعددة مثل سهولة الوصول عبر التطبيقات الإلكترونية، شفافية الأسعار، حماية بيانات المستخدمين، وضمان جودة الإقامة والخدمات المرافقة، واعتماد هذه المعايير يتيح للوجهات السياحية تعزيز تنافسيتها عالمياً، ويمنح السائح تجربة متكاملة تواكب توقعاته، بدءاً من الحجز وحتى انتهاء رحلته.
إن إدخال قطاع الضيافة في سوريا ضمن المعايير الدولية الرقمية يعد تحوّلاً جذرياً يساهم في رفع مستوى الثقة بين الزوار والمستثمرين على حد سواء، فالقطاع الذي عانى من التحديات في السنوات الماضية بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة قائمة على الابتكار والتكنولوجيا، وبمجرد توحيد معايير الجودة والخدمات عبر منصات رقمية خاضعة لإشراف وزارة السياحة، ستصبح المنشآت السياحية أكثر قدرة على المنافسة، وسيُعاد بناء صورة سوريا كوجهة سياحية حديثة. هذا التحول لا يقتصر على الجانب الخدمي فقط، بل يتعداه إلى خلق بيئة استثمارية أكثر استقراراً وجاذبية، ما يساهم في تنمية الاقتصاد الوطني.
قطاع بيوت العطلات والشقق المفروشة
إن تطوير قطاع بيوت العطلات والشقق المفروشة من خلال تطبيق رقمي متكامل يمثل نقلة نوعية في تنويع المنتجات السياحية السورية، فالتطبيق سيكون بمثابة بوابة خدمية شاملة تتيح للزوار الاطلاع على خيارات إقامة متنوعة، ومطابقة للمعايير العالمية، مع ضمان المصداقية والجودة من خلال إشراف الوزارة المباشر.
هذا النموذج لا يعزز فقط ثقة السائح في التجربة، بل يفتح المجال أمام المستثمرين الصغار وأصحاب العقارات للدخول إلى السوق السياحية بشكل منظم وشفاف، ما يوسع قاعدة المشاركة المجتمعية في التنمية السياحية ويمنح القطاع مرونة أكبر في تلبية احتياجات الزوار.