الجيش يبدأ برسم معادلات نصره المتجدد.. إرهابيو إدلب باتوا على المحك .. وحلف العدوان يهرول للبحث عن مخارج حلول
في وقت تواصل فيه واشنطن البحث ضمن طرقات العمل الاستعماري لنهب الثروات السورية عبر مشاريعها الوهمية وإسقاط نار حقدها على المدنيين، يراكم نظام أردوغان قواعد دوره الداعم للإرهاب من العدوان العسكري والسياسي المكشوف على الأراضي السورية، أشرف خلاله على دخول مئات آلاف الإرهابيين من حدود بلاده الى عموم الجغرافيا السورية، في حين تعمل موسكو بنشاط لافت على ملفي إدلب ومخيم الركبان أيضاً.
وبين كل تلك التشعبات تدخل الأزمة في سورية، مرحلة حاسمة معلنة بداية نهاية الارهاب بعد ان بدأ عداد الحسم العسكري الذي سيقوده الجيش العربي السوري لتحرير اخر معاقل الارهاب الاخواني الوهابي مراحله الاخيرة.
وحول التطورات الحاصلة في الباغوز يبدو أن العمليات العسكرية المزعومة تراوح مكانها منذ أيام، من دون تغيرات في خريطة السيطرة على الأرض، على رغم أن اعتداءات ما يسمى «التحالف الأميركي» لم تهدأ إلا في ساعات خروج بعض إرهابيي «داعش» من داخل الجيب المحاصر، وفق صيغة اتفاق لا تزال تفاصيلها حتى اليوم، كما سابقاتها بين التنظيم و»التحالف»، طيّ الكتمان، وتدل بأبعادها المباشرة وغير المباشرة على سعي واشنطن الى حماية أولئك الارهابيين مقابل الحصول على اموالهم المسروقة وذلك عبر ترحيلهم الى مناطق تسيطر عليها واشنطن.
على الصعيد الموازي لا تقديرات عسكرية عن جدول المعركة الزمني، الذي تطبل له واشنطن ومرتزقة «قسد» وسط غياب للمعلومات الدقيقة عن عدد إرهابيي «داعش» الباقين في الباغوز، أو المدنيين العالقين هناك.
لكن روايات الخارجين من البلدة تُجمع على أنها باتت مدمرة، وأن الخنادق أو العراء هما المأوى الوحيد للباقين فيها.
وبحسب محللين فإن هذا الواقع الميداني الضبابي يتماهى مع التصور الأميركي المتقلّب لمرحلة «ما بعد داعش».
من جانب آخر لا تزال النقاشات الأميركية ــ التركية حول تنفيذ ما يسمى «خريطة منبج» وتفاصيل «المنطقة الآمنة» خارج إطار التوافقات الناجزة، وفق ما تشير إليه المعلومات المتوافرة.
وعلى رغم كثافة اللقاءات بين شريكي الإرهاب منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، نيته سحب قوات بلاده المحتلة من سورية (قبل التراجع وطرح صيغة بديلة)، إلا أنها لا تزال تطفو على السطح اشارات الاستفهام عن عدد من التجاذبات المفضوحة بين الطرفين.
في حين يرى محللون بأن تلك التجاذبات مجرد مسرحية هزلية يمتهنها الطرفان للوصول الى اجنداتهما وتحقيق كل ما من شأنه تأمين موطئ قدم لمواصلة احتلالهما لبعض المناطق في سورية.
روسيا من جهتها أكدت في بيان لوزارة خارجيتها على ضرورة القضاء النهائي على بؤر الإرهاب في ادلب، وضمان وحدة سورية وسلامتها الإقليمية وسيادتها.
ما يؤكد بحسب محللين أن موسكو توجه من خلال ذلك عددا من الرسائل نحو المسمع التركي لتحييده عن مراوغاته المتكررة لاسيما فيما يتعلق باتفاق سوتشي.
وفيما يتعلق بمخيم الركبان في المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق الذي بات يئن من جراء التصرفات الاميركية الرعناء أكدت دمشق وموسكو أن الجانب الأميركي يحبط الجهود الرامية لإجلاء النازحين السوريين من المخيم.
وأشار بيان مشترك صدر عن الهيئتين التنسيقيتين الروسية والسورية لشؤون عودة اللاجئين، إلى أن الأميركيين عبر ممارساتهم «غير البناءة» يواصلون عرقلة خطوات غير مسبوقة تتخذها الحكومة السورية لحل مشكلة مخيم الركبان وإجلاء قاطنيه، مما يؤدي لسقوط مزيد من الضحايا وتفاقم معاناة السوريين المحتجزين قسرا في منطقة الـ 55 كيلومترا في التنف، الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأميركي.
في إطار ذلك دمرت وحدات من الجيش العربي السوري أوكارا ونقاطا محصنة لإرهابيي تنظيم جبهة «النصرة» في ريف حماة الشمالي الغربي، رداً على خرقهم المتكرر لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب، كما ردت على محاولات المجموعات الإرهابية التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية ومناطق آمنة ودكت بالأسلحة المناسبة محاور تحركها في محيط بلدة التح وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 7-3-2019
رقم العدد : 16926