في عمق الشرق الريفي حيث رائحة الشيح والقيصوم ورائحة البيوت المبنية من الطين والتي لاتزال قائمة لكنها تنادي الترميم، أشياء وأشياء تحن الى ذاكرة قديمة ليس لأنها مرتبطة بماضينا, بصورة أمهاتنا وآبائنا لكن لأن إبداعاً من نوع آخر تشكّل في ذلك الزمن وبقي حياً دون تقنيات ودون تكنولوجيا, ببساط .. بمعجزات لا تتحقق عند الجميع!
في قرية الشيخ هلال (تبعد 50 كم عن مدينة سلمية) طراز معماري مختلف وصارت بفضله قبل الحرب على سورية قرية سياحية، يروي قصتها أحد سكانها (محمد زيدان) نقلاً عن جده، في كيفية بناء الشيخ هلال ولماذا بنيت على شكل قباب يقول:
كان جدي يسكن في قرية (المفكر) وأرادوا أن يبحثوا عن أرض ليعملوا بها فذهبوا الى قرية (السعن) واستطاعوا التوصل الى أرض (رسم الشيخ هلال) حيث وجدوا أرضاً خصبة معطاءة فيها من الخير الكثير، زرعوا الأرض وعادوا لسكنهم في (المفكر) وكانوا يتفقدون موسمهم بين الحين والآخر سيرا على الاقدام، وعند أيام الحصاد وجدوا الخيرات فقرروا البناء في هذا المكان وبدؤوا يجمعون الناس.
أما لماذا قرروا بناء القبب، يقول: لأن القبب ليست بحاجة لتكاليف كثيرة، البعض من التراب والتبن والماء, ولا تحتاج الى سقف ولا شراء للخشب, وجميع المواد الأولية متوافرة، وقد بدأت الأيدي المتعاونة بالعمل، قبة تتلوها أخرى، شتاؤها دافئ وصيفها بارد.. هذا ما كنت أسمعه من المرحوم جدي وقد عملوا لأن تكون شوارع الضيعة منظمه فخططوها بشكل جيد، عبر آلة (الصمد) التي تجرها الحيوانات ونفذوها باستقامة واحدة، والقرية اليوم أكثر من كنز طبيعي وسياحي وسكانها يتوقون شوقاً لمنازلها.
الثورة – أيدا المولي
التاريخ: الخميس 7-3-2019
رقم العدد : 16926