كل ما يلوح في الأفق بما فيه من أمطار خير ما زالت مستمرة في معظم المناطق وعلى اتساع الأراضي السورية، ينبئنا أن ثمة محاصيل ومواسم خير تنتظر مواسمنا وفي مقدمتها القمح الذي اشتاقت له ولطقوسه الكثير من البيادر التي داهمها الإرهاب وحرمها سنوات من غلال الذهب، وانعكس الأمر على الإنتاج الكلي من القمح وانخفض عشرات المرات عما كانت تنتجه سورية قبل سنوات الحرب.
وقد يكون لموسم أمطار الخير أثر في ارتفاع الإنتاج المنتظر لمادة القمح، لكن أيضاً يسجل لاتساع رقعة الأراضي المزروعة بعد بسط سيطرة الدولة عليها وعودة الأهالي والأمان لتلك المناطق دور أيضاً، وكذلك التوجيهات التي صدرت وأعلنت في أكثر من مرة من أعلى المستويات الحرص على تعزيز محصولنا الاستراتيجي من غلال القمح نظراً لما يشكله الاكتفاء الذاتي من قوة في وجه مختلف أنواع الحصار المفروض اليوم على غذائنا ودوائنا وكل ما يحتاجه المواطن السوري من أساسيات.
كما أن تشجيع الفلاح على الزراعة ودعم عمليات الشراء وتسهيلها من قبل الجهات الحكومية ورصد المبالغ المالية لتسريع حصول الفلاح على حقه وتأمين جميع المستلزمات ساهم أيضاً في زيادة وارتفاع المساحات المزروعة من القمح، وهناك من يتوقع أن يكون هذا العام ذا غلال وفيرة قد تفوق المليون طن ما يعني أفضل حتى من سنوات ما قبل الحرب وهذا ما ننتظر أن نراه على أرض الواقع مع حلول مواسم الحصاد التي بدأت تقترب مع استعدادات مبكرة لها على صعيد تأمين الظروف الملائمة لاستقبال الموسم لاستجرار المادة من الفلاحين ونقلها إلى مخازينها.
وأمام هذا الواقع المتفائل لموسم ذهبي من القمح قد يساهم في التقليل من فاتورة الاستيراد، يبقى الأمل بأن ينتقل الخير إلى مختلف القطاعات التي طالها الإرهاب سواء زراعياً وصناعياً وسياحياً وتجارياً دعماً للمنتج الوطني ووصولاً للاكتفاء الذاتي، وندرك ان الحصار صعب لكننا نثق أيضاً بأن هناك موارد وجهداً محلياً واستمرار الدعم من الأصدقاء لعله يسهم في الرفع من منسوب الخير والتفاؤل في صيفنا القادم .
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927