«كيف، لماذا، متى» مفاتيحه في بحثه الدائم عن الحقيقة، ويحمل في جعبته هموم مجتمعه وقضاياه في محاولات للوقوف عند مايؤرقهم ويقض مضاجعهم ويدلي بدلوه على مساحات الورق المصقول أو في منابر الإعلام إن أتيحت له، وعندما يعجز عن إيصال رسائله ربما يجد في المساحات الزرقاء بوابة جديدة تتيح له إيصال رسائله إلى من يهمه الأمر في علاج قضايا تحتاج حلولا أو رأيا صائبا أو حتى كلمة مطمئنة تشي بأن القادم أفضل.
ربما مادفعني إلى هذه المقدمة هو ماقرأته عن الاحتفاء بالكاتب العربي وأهمية أن يخصص يوم للوقوف عند إنجازاته، ولكن بالطبع مانقصده هنا الكاتب الحقيقي الذي يسعى جاهدا لكشف النقاب عن الفساد من أجل إنقاذ المجتمع وبث الوعي لدى الجمهور بالانتماء والسعي للحفاظ على مقدرات البلاد ونتاجاتها لأنها وقبل كل شيء هي ميراث لجميع الأفراد.
والكاتب إذ يمثل الضمير الحي للشعب هو معني بشؤون مجتمعه، يكتب لهم ومن أجلهم ويرفع الظلم والحيف عنهم، وإيصال معاناتهم ورسائلهم ووضع الحلول الممكنة لمعاناتهم، فالآمال معقودة على جهوده وكأنه يملك العصا السحرية التي تغير في الواقع وتبدل حاله، ولكن هل حقا تجد كلماته أذنا صاغية وعقلا يتفكر، أم أنه يصرخ في واد خال؟؟
من الأهمية بمكان أن نحتفي بالكاتب على اختلاف ألوان الكتابة وأشكالها، ولكن الأهم من ذلك أن تلقى نتاجاته ورسائله أصداء لدى المعنيين بالشأن العام، والأخذ بما يطرح بعين الاهتمام والبحث والتحليل وإيجاد الحلول المناسبة، عندها يكتسب الكاتب مصداقيته ووشائج علاقاته مع أفراد المجتمع ويكون جديرا بالدور المنوط به.
ولاننكر أهمية دور الكاتب وخصوصا في وقتنا الراهن، فنحن بأمس الحاجة لأقلام جادة تعنى بقضايا الناس وهمومهم وتكون لسان حالهم، تبني جسورا قد تهدمت، وتردم هوة سحيقة قد نشأت، وتنير دربا قد أظلمت وعقولا خدعتها ترهات لفضاءات مأجورة.
فطوبى لأقلام لايزال مدادها معاول تهدم معوقات الزمان والمكان لترسم مستقبلا واعدا بالخير والمحبة والسلام، وكل عام وكتابنا بألف خير.
فاتن دعبول
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929