يستيقظ الناس صباحا، ليتوجه كل إلى عمله، معتمدين على سيارات النقل العام، أو سيارات مؤسساتهم، وقلة تعتمد سياراتها الخاصة.
وتبدأ تجمعات المتوجهين والمتوجهات إلى عملهم وقضاء حاجاتهم المتنوعة، قبل الفجر، فتبدأ المدينة بالاستيقاظ على أصوات محركات السيارات، وما إن تبدأ عجلاتها بالدوران، حتى تبدأ الحياة اليومية للناس والمدينة، فتنقلهم من شرقها إلى غربها، ومن وسطها إلى أطرافها، ومن جنوبها إلى شمالها، كل حسب موقع عمله، فهذه السيارات بسائقيها هي وهم شريان المدينة التي يبعث فيها الحياة.
وما إن يقل عدد سيارات النقل حتى تزداد التجمعات على زوايا الطرقات، وفي الساحات، أو يزداد الازدحام داخل السيارات المتوفرة، سواء كانت باصات كبيرة أو صغيرة، مما يحول من الذهاب إلى العمل، إلى هم جديد من هموم الناس، وخاصة سكان الضواحي البعيدة الذين لا يمكنهم الاعتماد على المشي.
في السنوات الماضية وأثناء المعارك، وقذائف الهاون، لم ينقطع ذلك الشريان، وكانت سيارات المؤسسات الحكومية لا تنقل موظفيها فقط وانما كل من لم يجد وسيلة تنقله لعمله، لكن اليوم، وبعد عام على انتهاء الحرب، قل عدد الباصات الكبيرة والصغيرة وخاصة إلى الضواحي البعيدة، فأصبح التنقل هما كبيرا، وكابوسا خاصة على الطلاب والموظفين والموظفات.
إن الحكومة إن أرادت لدورة الحياة اليومية في المدينة أن تستمر، عليها أن تغذي هذا الشريان وتدعمه بالمزيد من الوسائط، لا أن تمنع ما يدعمه قليلا من سيارات المؤسسات، كيف للموظفين والموظفات في الضواحي البعيدة، أن يتنقلوا، إذا كانت تلك الضواحي لا تمتلك خطوطها العدد الكافي من السيارات؟ أوصلوا شرايين المدينة واتركوها تعود للحياة بعد كل آلام تلك الحرب.
لينا ديوب
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929