لم يكن تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون بأن تهديد تنظيم داعش الإرهابي سيظل قائماً، إلا محاولة ترويج للوجود الأميركي غير الشرعي ولاحتلاله وإقامة مزيد من قواعده في سورية والعراق، كي تطول أيدي الأميركي وتتمدد أذرعه وتتوسع حلقات أطماعه لما هو أبعد، وفيما لم يكن إقراره أيضاً بأنه يتنامى في أنحاء أخرى من العالم، إلا ليصب في ذات المصلحة الأميركية.
من هنا ومما مرّ قبله في أجزاء أخرى من سورية تحررت من الإرهاب، نفهم هذا التصعيد الإرهابي للطيران الأميركي في منطقة الجزيرة السورية ومجازره المتلاحقة ضد المدنيين حصراً، وبعيداً عن المسّ بأيّ عنصر إرهابي، وهو ما توثقه حالات الإنزال للطيران الأميركي وتهريب قيادات الإرهابيين العليا ومتزعميه أرضاً وجواً ونقلهم إلى مناطق أخرى للاستمرار بالعدوان على الآخر أيضاً، ومحاصرة مخيم الركبان.
فمحاولات التخويف هذه التي تمارسها أميركا، معزوفتها معروفة ونشازها فاضح وعلاقتها بداعش وغيره من ذات السلالات معروفة فهم متلازمون، لتكون حقيقتها هي محاولة لغرس أنيابها خاصة على الحدود السورية العراقية، لممارسة مزيد من حرب الحصار على الشعب السوري وقطع أيّ طرق إمداد أو تنفس له بعد أن وصل الجيش العربي وأنجز وقررت سورية التوجه شرقاً وفتح آفاق تعاون بعيداً عن الغرب المتآمر، وهو ما يعني إحداث خلخلات جديدة في عظام العمود الفقري للإرهاب الأميركي وبالتالي مزيد من الشلل لسنوات الحرب التي ما تزال أميركا تسعى لإطالتها، عبر هذا الإرهاب الذي تستمر بتغذيته وتدجينه قدر ما تستطيع، لأن وجودها العدواني الاحتلالي في المنطقة لا يستمر إن تمّ القضاء على أدواتها التي تستمد من عمالتهم استراتيجيتها الحربية، ولهذا يرى بولتون أن تهديد التنظيم سيبقى قائماً!
لكن أوهام بولتون وإدارته- وهو المعروف جداً بأنه من مؤيدي الحروب ومهندسي الإرهاب- لن تتحقق في سورية، وعصاهم الموضوعة في عجلات الحلّ ستنكسر قريباً، وأوهام الحصار هذه لن تدوم ما دامت أولوية الجيش هي مكافحة الإرهاب والقضاء عليه رغم حملات التصعيد والضغوط الأميركية، وهي لا بدّ منهزمة لذلك تحاول انتشال خسائرها المتوالية ووجودها المهدد.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929