لم يكن تصعيد منظومة الإرهاب الذي يبدو أنه في طريقه الى التدحرج، خارج سياق ارتدادات الهزيمة التي باتت تجتاح جميع أطراف وادوات وأذرع الإرهاب، بقدر ما بات يكرس حقيقة ثابتة تؤكد عجز وتخبط تلك الأطراف وإصرارها على الهروب الى الامام وتجاهل القواعد والمعادلات المرتسمة على الأرض.
فالواضح أن الولايات المتحدة ومن خلفها حلفاءه وشركاءها وأدواتها لايزالون خارج سياق مقاربة الواقع الجديد المرتسم على الأرض بمعادلاته وقواعده، لجهة الاعتراف بانتصار دمشق وحلفائها وبالتالي الاعتراف بهزيمتهم في الميدان ولو أن هذا الاعتراف قد بات عنوانا حاضرا في كل السياسات والاستراتيجيات التي تُرسم استعدادا لخوض المرحلة المقبلة.
المشهد اليوم لا يزال يرزح تحت وطأة سياسات التصعيد والتحشيد والمناورة والخداع الذي تمارسه كلا من واشنطن وشركائها في الحرب على سورية لاسيما النظام التركي الذي يبحث عن منافذ جديدة للابتزاز والاستثمار في هوامش الفراغات والنهايات المفتوحة على كل الخيارات، وبالتالي فإن أي حديث عن حلول سياسية يوازي التصعيد الإرهابي في الميدان هو أمر في منتهى السريالية والسذاجة المطلقة مالم يقترن باجراءات واستعدادات على الأرض لجهة الالتزام بالاتفاقات الدولية الموقعة بين الأطراف الفاعلة، لاسيما تلك التي وقعت بين روسيا وإيران من جهة و النظام التركي من جهة اخرى.
برغم الجلبة والضجيج الذي تحاول أن تثيره أطراف الإرهاب عبر تصعيدها على جبهات الشمال إلا أن صيرورة وحركة الاحداث ما تزال تضبط حركتها على إيقاع الميدان الذي تمتلكه دمشق بكل إحداثياته ومفاتيحه وهو ما يدعونا الى القول مجدداً إن كل محاولات أطراف الإرهاب لعرقلة عجلة الحسم أو عجلة الحل السياسي ستكون مآلها كسابقاتها الفشل لأن الواقع بقواعده ومعادلاته المتجذرة في عمق المشهد بات أقوى من كل تلك المحاولات التي أضحت تهرول على حافة الهزيمة وتداعياتها التي ضربت أركان وحوامل منظومة الإرهاب.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 12-3-2019
الرقم: 16929