ألفة الإدلبي… الزهرة الشامية

الملحق الثقافي..سلام الفاضل:

ألفة الإدلبي ياسمينة دمشقية، ونجمة مضيئة تألقت في سماء الأدب. رفدت الحياة الأدبية السورية والعربية بفيض إبداع لا يعرف التوقف، فكانت علماً من أعلام القصة، ورائدة من روادها، والزهرة الشامية التي ملأ عبق قصصها ورواياتها عالم الأدب.
والكتاب الشهري لليافعة (ألفة الإدلبي)، تأليف: د. محمد العنيزان، يتناول في عدده الصادر مؤخراً ضمن سلسلة «أعلام ومبدعون» عن الهيئة العامة السورية للكتاب الحديث عن تجربة هذه الرائدة المبدعة التي ساهمت عبر أدبها في تفعيل حضورها كأديبة عربية سورية تركت بصماتها في عالم الأدب والرواية.
المولد والنشأة
ولدت ألفة الإدلبي عام 1912 في حي الصالحية الدمشقي لأسرة دمشقية عريقة عُرفت بالأدب وحب العلم. نالت عام 1927 الشهادة الابتدائية، ثم انتقلت إلى دار المعلمات حيث أتمت دراستها.
ظهر ميلها للأدب وهي صغيرة، ولجأت إلى مطالعة الكتب كثيراً، فكان أول محطاتها معها هي مكتبة أبيها الغنية بنفائس كتب الأدب القديم فقرأت كتاب العقد الفريد، والأمالي، والأغاني، وغيرها. أما محطتها الثانية فكانت مكتبة خالها الأديب كاظم الداغستاني والتي ضمت فيما ضمته نفائس الأدب الحديث فاطلعت على كتب المنفلوطي، وتوفيق الحكيم، وميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، وغيرهم. وفي ظل هذا النهم الشديد للقراءة لم يفتها الاطلاع على روائع الأدب العالمي بدءاً بأدب دوستويفسكي، وانتهاء ببورجيه وموباسان.
تزوجت عام 1929 من ابن عمها الطبيب حمدي الإدلبي فكانت نعم الزوجة الصالحة، ورفيقة الدرب المخلصة التي سعت إلى تربية أبنائها الثلاثة على القيم والفضائل، فكانت المرشدة والموجهة لهم، دون مصادرة آرائهم، أو سلبهم حريتهم في اتخاذ القرار.
الشجاعة وحب الوطن
انشغلت ألفة الإدلبي بقضايا أمتها، ومشكلات مجتمعها، ولم تقف عند حد الاهتمام بهذه القضايا بأدبها فحسب بل تجاوزته إلى الممارسة العملية على أرض الواقع، إذ راحت تشارك في التعبير عن رفض المحتل الفرنسي، وكانت في مقدمة من شارك في مهمات الإنقاذ، والإسعاف، وتقديم المأوى لمن هجرهم المحتل الصهيوني إبان نكبة فلسطين.
أسست الإدلبي في عام 1942 مع ثلة من نساء النهضة السورية جمعية الندوة الثقافية النسائية التي كان من أبرز أهدافها نشر الثقافة في المجتمع، وتحرير المرأة من قيود الأمية والتخلف، فكان أن ساهمت مع هؤلاء النساء الواعيات في التأسيس لمكانة المرأة السورية، وما وصلت إليه من تقدم علمي، ونهضة ثقافية.
مع الكتابة
كتبت ألفة الإدلبي أولى قصصها التي حملت عنوان (القرار الأخير) عام 1947 ونالت عنها المرتبة الثالثة في مسابقة إذاعة لندن، وفي عام 1963 صدر للأديبة الإدلبي مجموعة قصصية حملت عنوان إحدى قصص المجموعة (وداعاً يا دمشق). أما فيما يخص عالم الأديبة السردي الروائي فإننا عند الخوض فيه نجد أنفسنا أمام عالم مترامي الأطراف لا نستطيع الإحاطة به، أو إعطاءه حقه من الدراسة على مختلف المستويات؛ ففي عام 1981 صدر للإدلبي رواية (دمشق يا بسمة الحزن)، وهي رواية دمشقية بمضمونها ترصد الكاتبة فيها ردة فعل معظم الفئات الاجتماعية تجاه الاستعمار الفرنسي، ومواقف السوريين تجاه الأطراف المتصارعة في الحرب العالمية الثانية، وتسجل كذلك فرحتهم بالجلاء وطرد الفرنسيين من سورية.

التاريخ: الثلاثاء12-3-2019

رقم العدد : 16929

 

 

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال