مجمع اللغة العربية وتوصيات للنهوض باللغة

الملحق الثقافي..إعداد: رشا سلوم:

يبلغ مجمع اللغة العربية بدمشق عامه المائة بعد شهور قليلة، وعبر قرن من الزمن استطاع أن يصون اللغة العربية ويرتقي بها إلى أن تكون نقية من الشوائب، مر بمراحل كثيرة ومتعددة من العمل، لكنه ظل باقياً على ما قام عليه يطور الأداء ويمضي نحو المزيد من الأعمال التي يتطلبها العمل، لقد تغير اسمه من المجمع العلمي، إلى مجمع اللغة العربية، ومازالت مجلته الأقدم في سورية تصدر لحد الآن ويصدر الكتب والمطبوعات، ويعمل على إقامة الندوات المهمة، ويتابع عقد مؤتمراته على الرغم من تباعدها، لكنها تحظى بمتابعة مهمة. ومنذ أيام انتهى مؤتمره العاشر الذي عقد على مدى يومين، وفيه العديد من الجلسات والتوصيات المهمة التي خرج بها، وقد أصدر بيانه الختامي وفيه عدد توصياته التي خرج بها.
حظي حضور اللغة العربية على الشابكة وفي المحتوى الرقمي العالمي باهتمام ملحوظ من المؤتمر السنوي العاشر لمجمع اللغة العربية بدمشق الذي عقد تحت عنوان
«واقع اللغة العربية في عصرنا الحاضر».
المؤتمر الذي حضره رؤساء وأعضاء مجامع لغوية عربية، أكد في توصياته التي أقرها المشاركون على السعي لدعم مبادرات إغناء المحتوى العربي على الشابكة وإنشاء مبادرات جديدة لذلك وحث المؤسسات الحكومية والخاصة على الإسهام في هذا المجال.
ولتحقيق هذه الأهداف دعت التوصيات اتحاد مجامع اللغة العربية إلى التعميم على الجهات المعنية بالمحتوى الرقمي العربي من حكومية وخاصة إلى تزويد المكتبة الرقمية الدولية بالوثائق والمواد المنشورة باللغة العربية، مع الطلب من المكتبة الرقمية العالمية إنشاء مركز رقمنة في المكتبة الظاهرية بدمشق.
ومن التوصيات التي أكد عليها المؤتمر السعي إلى إنشاء شابكة عربية للأنشطة المصطلحية في كل مجمع لغوي، والتنسيق مع مكتب تنسيق التعريب في هذا المجال، والطلب إلى أمناء المجامع اللغوية العربية العلمية العربية أو مكاتب الإعلام فيها بإبلاغ المجامع الشقيقة بكل ما يصدر عنها من كتب ومعاجم ونشر بيانات عن ذلك في الصحف والمجلات المحلية.
وزيادة في نشر المعرفة دعت التوصيات اتحاد الجامعات العربية لإلزام المعيدين العائدين من الإيفاد ترجمة رسائلهم المصوغة بالأجنبية إلى العربية زيادة للمحتوى الرقمي العربي، واعتبار ذلك شرطاً لتعيينهم في عضوية الهيئة التدريسية والأخذ بالحسبان الأعمال المترجمة في الترقية لأعضاء الهيئة التدريسية بالجامعات.
كما دعت التوصيات اتحاد الجامعات العربية إلى التعميم على الجامعات العربية اعتماد معايير وضع المصطلحات التي أقرها اتحاد المجامع العلمية اللغوية في الوطن العربي للعمل في ضوئها على توليد هذه المصطلحات.
وطلبت التوصيات من مكتب تنسيق التعريب في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وضع معجم موحد للسانيات العامة والتطبيقية بفروعها كافة والتنسيق مع المجامع اللغوية واتحاد الجامعات العربية ومراكز الدراسات والبحوث لتوحيد المصطلح اللساني العربي ومواءمته مع المصطلحات المعتمدة في علوم لغة الضاد.
وحول تعريب المصطلحات المستخدمة في الدوائر الرسمية أكدت التوصيات على الطلب إلى رئاسة مجلس الوزراء التعميم على الجهات المعنية كافة موافاة مجمع اللغة العربية بالمصطلحات الأجنبية في مجالات عمل كل منها بغية وضع التسميات العربية المقابلة لها قبل أن تشيع على الألسنة ويصبح من الصعب محوها.
وفي توصيات مؤتمر مجمع اللغة أيضاً الطلب إلى وزارات الإعلام في الوطن العربي الاضطلاع بمسؤوليتها في تعزيز استعمال المصطلحات العربية من خلال الكلمة المسموعة والمكتوبة والمرئية بالتنسيق بين المجامع اللغوية وأجهزة الإعلام والتصدي لما تحمله وسائل التواصل الاجتماعي من تشويه لقيم الأمة وأصالتها وتاريخها والقيام بحملات توعية في هذا المجال.
كما طلبت التوصيات إلى وزارات الاتصالات والتقانة في الوطن العربي العمل على مواجهة حملات الهجين اللغوي في وسائل التواصل الاجتماعي.
من محطات المجمع
مجمع اللغة العربية بدمشق يعدّ أقدم مجمع للغة العربية في الوطن العربي، تأسس في عهد حكومة الملك فيصل سنة 1919 في سورية للنهوض باللغة العربية. وكان له أثر كبير في تعريب مؤسسات وهيئات الدولة وتعريب التعليم وإنشاء المدارس الأولى في سورية والدول العربية. وهو مجمع أكاديمي يتألف من عشرين عضواً من علماء ومتخصصي اللغة العربية في سورية، يشكلون عدة لجان كلجنة المخطوطات وإحياء التراث، ولجنة المصطلحات، ولجنة اللهجات العربية المعاصرة.
ترأس المجمع عبر تاريخه عدد من أعلام سورية: محمد كرد علي(1919 – 1953).، خليل مردم بك (1953 – 1959).، مصطفى الشهابي (1959 – 1968).، حسني سبح (1968 – 1986) شاكر الفحام (1986 – 2008).، مروان المحاسني 2008-.
ويصدر مجمع اللغة العربية بدمشق مجلة فصلية تعنى بشؤون اللغة العربية وما يتعلق بها وأخبار اتحاد مجامع اللغة العربية.

التاريخ: الثلاثاء12-3-2019

رقم العدد : 16929

 

آخر الأخبار
ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد ازدحام السيارات يهدد هوية دمشق القديمة ويقضم ذاكرة المكان فوضى ارتفاع الأسعار مستمرة.. حبزه: التجار يسعرون عبر الواتس آب مستشفى جبلة الوطني.. خدمات مستمرة على الرغم من الصعوبات "مغارة جوعيت" جمال فريد لم يلتفت إليه أحد! الرئيس الشرع يلتقي ترامب في "البيت الأبيض" في هذا التوقيت.. تفاصيل اللقاء ما علاقة زيارة الشرع لـ "البيت الأبيض" بإطلاق العملة السورية الجديدة؟ الزراعة في حلب.. تحديات الواقع وآفاق الاستثمار الواعد الشرع وفيدان في واشنطن.. زيارة ثنائية متزامنة بنفس التوقيت إزالة "الفيميه" .. تعيد الجدل في شوارع حلب حين تفقد الكهرباء عقلها..معركة الطاقة تبدأ من الإدارة تمويل خليجي وخبرة روسية يعيد إحياء الطاقة في سوريا اتفاقيات الحبتور في سوريا نقلة نوعية نحو اقتصاد المستقبل معاون وزير الاقتصاد: وحدات تعبئة المياه تربح 20 مليار ليرة زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن.. بوابة لإعادة الإعمار والاستقرار الاقتصادي 70 بالمئة من زيوت السيارات مغشوشة إلغاء قانون قيصر.. بداية بناء المستقبل الاستثماري