يستمر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بانتهاج سياسات استبدادية عبر استكمال سيطرته على جهازي الأمن والقضاء في البلاد.
جمعية الحقوقيين التقدميين التركية استنكرت استمرار اعتقال رئيس الجمعية المحامي سلجوق كوز اغاجلي وأربعة من زملائه وقالت في بيان لها أمس : ان النظام الذي لا يحترم دور المحامين لا يلتزم بأسس العدالة.
وأضاف البيان إنه إذا لم تحترم الدولة حق المحامين في الدفاع عن موكليهم فانها دولة فاشية ومعادية لأبسط معايير حقوق الإنسان والديمقراطية، مشيرا إلى أنه آن الأوان للعاملين في مجال القضاء أن يتصدوا لسياسات الإرهاب التي ينتهجها نظام أردوغان ضد كل معارضيه.
وتتعرض الجمعية منذ عام 2013 لمضايقات أمنية وقضائية حيث تم اعتقال رئيسها وعدد من المسؤولين فيها ضمن محاولات نظام أردوغان للتضييق عليها ومنع نشاطها.
ويزج نظام رجب طيب أردوغان آلاف الأتراك من مختلف الأوساط في السجون محولا تركيا إلى سجن كبير مفتوح تحت ذرائع وحجج مختلفة هدفها كم الأفواه وإسكات الأصوات المعارضة لسياساته.
وعلى صعيد آخر ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن حالة الركود الاقتصادي التي تشهدها تركيا حالياً توجه ضربة موجعة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان قبيل الانتخابات المحلية الحاسمة المقررة نهاية الشهر الحالي.
الصحيفة أشارت إلى أن تركيا سجلت ربعين متتاليين من تراجع النمو الاقتصادي وفقاً للأرقام الرسمية موضحة أن معظم النمو الذي سجله الاقتصاد التركي في السنوات القليلة الماضية جاء من خلال الاقتراض غير المشروط.
ولفتت الصحيفة إلى أن قيمة الليرة التركية تنخفض بشكل مضطرد وسط مخاوف المستثمرين العالمية وانخفاض حاد في الطلب على السلع الاستهلاكية فيما أدى التباطؤ الاقتصادي العالمي إلى انخفاض الطلب على الصادرات التركية ورفع تكلفة الائتمان لشركاتها.
وحذر خبراء الاقتصاد طيلة أشهر من الوضع في تركيا حيث جفت الاستثمارات الأجنبية مع تنامي المخاوف بشأن الأوضاع الأمنية وسياسة القمع التي ينتهجها أردوغان والتي أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد.
وبحسب المعهد الإحصائي التركي فإن إجمالي الناتج المحلي لتركيا قلص بنسبة 4ر2 بالمئة في الربع الأخير من العام الماضي مقارنة بالربع السابق كما ستكون شركات القطاع الخاص التركية بنهاية العام الجاري مدينة بأكثر من 250 مليار دولار من الدين الخارجي أي ما يعادل تقريباً ثلث حجم الاقتصاد التركي.
وتأتي حالة التدهور الاقتصادي المتزايد الناتجة عن سياسات أردوغان الفاشلة على الصعيدين الخارجي والداخلي وسط استعداد الأخير لاختباره الانتخابي الأول منذ توليه سلطات تنفيذية واسعة تمكنه من تعزيز هيمنته على الحكم العام الماضي.
وكالات – الثورة :
التاريخ: الأربعاء 13-3-2019
الرقم: 16930