القرارات الأخيرة التي اتخذها اتحاد كرة القدم ولاسيما فيما يخص منتخب الرجال والمنتخب الأولمبي، وماهية الأسماء التي اعتمدها ضمن الكوادر الإدارية والفنية لهذه المنتخبات، تؤكد بشكل مبدئي أن لدى اتحاد اللعبة الشعبية الأولى رغبة كبيرة في تحسين صورته بعد سلسلة العثرات التي نالت من الكرة السورية تحت قيادته، والتي كان آخرها وأقساها الخروج المخيب لمنتخبنا الكروي الأول من النهائيات الآسيوية التي جرت في الإمارات، لتوازي هذه الخيبة بمفعولها السلبي وأثرها العميق خيبة الفشل في التأهل لمونديال روسيا، بعد أن وصل المنتخب لمراحل متقدمة في التصفيات.
طبعا لم يسبق لمنتخبنا أن تأهل لكأس العالم حتى يعتبر الفشل في التأهل إلى المونديال فشلا، ولم يسبق للمنتخب أن تجاوز الدور الأول خلال خمس مشاركات في كأس آسيا حتى يعتبر عدم تجاوز الدور الأول في المشاركة السادسة خيبة وعثرة وغصة وخنقة، ولكن ما قام به اتحاد الكرة سابقاً لناحية تأجيج مشاعر أبناء الشارع الكروي، وتعشيم السواد الأعظم منه بإنجازات يبدو تحقيقها صعباً، هو ما دفع الكثيرين للمجاهرة بخيبة الأمل التي أصابتهم جراء نتائج المنتخب التي لم تكن كما هو منتظر ومتوقع.
اليوم يبدو الأمر مع اتحاد الكرة مختلفاً نوعاً ما، وهو ما يدفعنا لإبداء شيء من الرضى عن العمل الذي يقوم به بعض قاطنو قبة الفيحاء الكروية، على اعتبار أن اتحاد الكرة يحاول في المرحلة الراهنة توفير أسباب نجاح منتخباته من خلال تعيين أفضل الأسماء المتاحة والموجودة على الساحة المحلية، لكن دون أن يطلق أي شعارات ودون أن يضع نفسه تحت ضغط الوعود التي ربما لا يستطيع الإيفاء بها.
كل هذا جميل ويدعو للتفاؤل ويدفعنا لتغيير بعض الأفكار المأخوذة عن عمل الاتحاد، نتيجة أخطاء كثيرة ومكررة سبق أن وقع أصحاب القرار الكروي بها، لكننا بالمقابل لن نستطيع إطلاق أحكام نهائية على اعتبار أن تغيير الصورة يحتاج لأمرين جوهريين، أولهما يتمثل في استمرارية الاتحاد بذات النهج، وثانيهما تحقيق إنجاز يمحو كل الخيبات السابقة، ولذلك نقولها بصراحة أننا متفائلون باستفادة اتحاد الكرة من دروس الماضي كما وعد هذا الاتحاد في بلاغه رقم واحد للعام الجاري، ولكن تفاؤلنا حذر لأن الأمور لا تزال في خطواتها الأولى، وتحسين أداء الاتحاد حتى تتغير الصورة بشكل كامل يحتاج استمرارية.
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 14-3-2019
رقم العدد : 16931