عاد غضب الشارع الفرنسي من سياسات حكومته إلى الواجهة مجددا، بعد انخفاض وتيرة الاحتجاجات الشعبية خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، الأمر الذي دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لوصف المحتجين بالمجرمين، فيما وصفهم وزير داخليته بالمخربين، وهذا دليل إضافي على زيف الادعاءات الفرنسية والأوروبية باحترام الحقوق، والتعبير عن الحريات التي لا ينفكون يتشدقون بها ليل نهار.
محتجو حركة «السترات الصفراء» واصلوا تظاهراتهم في المدن الفرنسية أمس للأسبوع الثامن عشر على التوالي احتجاجا على السياسات الاجتماعية والاقتصادية لحكومة ماكرون وللمطالبة باستقالته وتنديدا بعنف الشرطة الفرنسية التي استمرت بقمعها المحتجين في محاولة لردعهم.
وتحت شعار «سبت التعبئة للاحتجاج الكبير» تجمع عدد كبير من المحتجين وسط العاصمة الفرنسية باريس ومدن أخرى في رابع شهر من التحركات ومع الانتهاء المرتقب لـ النقاش الكبير الذي دعا إليه ماكرون منتصف كانون الثاني الماضي في محاولة منه لاحتواء الاحتجاجات والاستياء الشعبي لتلبية مطالب المحتجين الذين اعتبروا هذه الدعوات والنقاش مجرد مهزلة وأكدوا أن تعبئتهم مستمرة.
وقد احتدمت الاشتباكات بين الشرطة الفرنسية ومتظاهري السترات الصفراء، وسط العاصمة باريس، وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأظهرت لقطات بثتها قناة «بي أف أم تي في» الفرنسية قوات الشرطة وهي تطلق قنابل الغاز المسيل للدموع، وتستخدم خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين. كما أظهرت اللقطات تصاعد الدخان إثر احتراق بعض الإطارات. وحسب «رويترز» أضرم محتجون النار في مصرف ونهبوا متاجر في شارع تسوق شهير في العاصمة الفرنسية باريس، والتهمت ألسنة اللهب المصرف قبل وصول رجال الإطفاء للموقع وإنقاذ شخصين من داخل المبنى في حين أصيب 11 شخصا بإصابات طفيفة وفقا لإدارة مكافحة الحرائق.
كما أضرم محتجون النار في متجر راق لحقائب اليد واثنين من أكشاك بيع الصحف في شارع الشانزليزيه كما أشعلوا النار في صناديق القمامة وأشياء أخرى في الشوارع.
وسادت حالة من الهلع في شارع الإليزيه وسط باريس على وقع أعمال الشغب وتحطيم الممتلكات.
وردد المتظاهرون عبارات بينها: لم يستجيبوا لنا جزئيا إلا بعد لجوئنا للقوة»… «الشرطة التي تستعمل القوة يجب أن تعامل بالقوة. وأغلقت جميع المحلات في جادة الإليزيه أبوابها مع انطلاق المظاهرات، ودعت قيادة «السترات» عبر منابرها لتنظيم مسيرات احتجاجية في جميع أنحاء البلاد أمس والتعبئة للاحتجاج .
وكالة فرانس برس نقلت بدورها عن شرطة باريس قولها «إنه تم توقيف 31 شخصا من المحتجين بينما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واستخدمت خراطيم المياه لقمع المحتجين وتفريقهم في العاصمة باريس مع تجمع أعداد كبيرة منهم مقارنة بالأسابيع الماضية».
وفي دليل جديد على زيف الادعاءات الفرنسية، أعرب ماكرون عن غضبه بسبب تظاهرات السترات الصفراء، ووصفها بتصرفات الـ»مجرمين».
ومن جانبه طالب وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير الشرطة بالتعامل بأقصى درجات الحزم مع من وصفهم بمثيري الشغب، وكتب في تغريدة على حسابه بموقع التواصل تويتر: إنهم دعوا إلى العنف وأتوا ليروا الفوضى تعم باريس، تسلل إليهم مدربون محترفون وملثمون.
وأضاف الوزير: تعليماتي إلى الشرطة في باريس هي التعامل بأقصى درجات الحزم مع هذه الهجمات غير المقبولة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 17-3-2019
رقم العدد : 16933