من نبض الحدث.. الغرب الاستعماري.. متاجرة بالإنسانية للتنصل من دعم الإرهاب!!

يعمد أقطاب منظومة العدوان إلى تدوير زوايا إرهابهم، لإطالة أمد الأزمة، ومحاولة فرض أمر واقع جديد يمنع السوريين من قطف ثمار انتصارات جيشهم على التنظيمات الإرهابية في معظم المناطق، وتتصدر الورقة الإنسانية اليوم قائمة الضغوط السياسية، بالتوازي مع تحشيد إرهابيي النصرة ومن يدور في فلكهم لتكثيف اعتداءاتهم الممنهجة على المدنيين في منطقة «خفض التصعيد»، لتتكفل الولايات المتحدة بالإجهاز تدريجيا على المدنيين الذين تحتجزهم في مخيم الركبان، مع تصعيد «التحالف» سيئ الذكر لجرائمه بحق النساء والأطفال يريف دير الزور، تحت ذريعة محاربة ذراعه الإرهابي داعش.
وحملة النفاق الغربية الجديدة التي جاءت على لسان حكومات أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لا تنفصل عن سياق المخطط العدواني الجديد المعد لسورية وشعبها في المرحلة القادمة، والتي على ما يبدو سيكون عنوانها الأبرز تصعيد الإرهاب الاقتصادي ضد السوريين.. وترويج الحكومات المذكورة لجملة أكاذيب تهدف لتشويه حقيقة الحرب الإرهابية التي تتعرض له سورية، ويشارك فيها الغرب الاستعماري في كل تفصيل من مجرياتها، ما هي إلا محاولة رخيصة لتنصل تلك الدول من دعمها المتواصل للإرهاب، ومن مسؤوليتها المباشرة عن تدمير منجزات السوريين خلال العقود الماضية.. ومحاولة تلك الدول ربط مشاركتها بإعادة الإعمار بشروط سياسية مفصلة وفق أطماعها الاستعمارية، تثير الاستهجان والسخرية في آن معا، حيث لم تطلب الدولة السورية يوما من رعاة الإرهاب المشاركة في عملية إعادة الإعمار، وإنما لم تزل تستبعدهم، وترفض بشكل قطعي أي دور لهم في تلك العملية، ما لم يعترفوا بأخطائهم، ويكفوا أيديهم عن دعم الإرهاب.
وفي الخانة نفسها، يأتي تسييس الاتحاد الأوروبي المتعمد للشأن الإنساني خلال مؤتمر بروكسل لاستكمال دائرة الضغوط على الحكومة السورية، ودفع الأزمة إلى مزيد من التشابكات والتعقيد، مع أن السلوك الأوروبي منذ بداية الأزمة يثبت بالدليل القاطع مدى مساهمة الدول الأوروبية بالحرب الإرهابية والاقتصادية المفروضة على الشعب السوري، لا سيما أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب لا تزال سيفا مسلطا تزيد من معاناة السوريين الذين يرفضون تقديم أي تنازلات لأعدائهم، وهم اليوم أكثر إصرارا على دحر ما تبقى من تنظيمات إرهابية، وإعادة بناء بلدهم بسواعدهم، ووفق قرارهم الوطني المستقل، بعيدا عن شروط وإملاءات أعدائهم من الدول الداعمة للإرهاب.
أميركا والدول الأوروبية التي صدرت الإرهاب إلى سورية، وتستثمره لخدمة أطماعها الاستعمارية، تتحمل المسؤولية الكاملة عن نشر الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، لأنه كان في الأصل ركيزة أساسية ترتكز عليها سياساتها التدخلية في شؤون الدول المناهضة لها، ولعل الهجوم الإرهابي الأخير على مسجدي مدينة كرايس تشيرتش في نيوزيلندا، خير دليل على ما زرعته الحكومات الغربية من بذور العنصرية والكراهية والتطرف، من دون الاكتراث لعواقب ارتداده إلى عقر دارها، لأنها بكل بساطة لا تهتم بحياة شعوبها وشعوب الدول الأخرى، والإنسانية مجرد شعار زائف تتلطى وراءه لتحقيق أجنداتها التوسعية فقط.
كتب ناصر منذر
التاريخ: الأحد 17-3-2019
رقم العدد : 16933

 

آخر الأخبار
الأسعار.. هل تبقى مستقرة ..؟  زيادة الأجور " للعام " يجب أن تماثلها زيادة في أجور  "الخاص "  رئيس هيئة الطيران المدني يعلن جملة تغييرات جذرية وتوجهات مستقبلية في القطاع  المتحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات لـ " الثورة ":خطط ممنهجة وأهداف واضحة لتنظيف سوريا من المخدرات صراع المشاريع بعد الحرب.. ماذا بقي من المواجهة بين إيران وإسرائيل؟ 159 طلباً من مستثمرين لاختيار أمكنة أنشطتهم في "حسياء الصناعية انطلاق الماراثون البرمجي لليافعين في جامعة اللاذقية البنوك المراسلة في الخارج.. خطوة لتسهيل عمليات الاستيراد جرعات تفاؤل في "فود إكسبو 2025" والمنتج السوري بالبصمة العالمية أهالٍ من درعا يقدمون العزاء بضحايا كنيسة مار إلياس دوما تتحرك نحو الإعمار التعليمي " الأوروبي" يطالب بمحاسبة مرتكبي تفجير كنيسة مار إلياس الأسعار الرائجة للعقارات ظلم امتد لكل القطاعات .. إدريس لـ"الثورة": ضاعفت تراخيص البناء والرسوم   الأمم المتحدة: لا مستقبل في سوريا دون محاسبة المخدرات .. الخطر الصامت   أضرار نفسية وجسدية مدمرة ..كيف نتخطاها..؟  حصرياً لـ"الثورة.. من الكبتاغون إلى شراب السعال.. أنس يكشف رحلة السقوط والتعافي مجالس الصلح بريف  حماة.. تسوية النزاعات الأهلية والمجتمعية انقطاعات متكررة في خدمات الاتصالات وADSL في جرمانا إصلاحات ضريبية شاملة  و"المالية" تبدأ العد التنازلي للتنفيذ 165 مستثمراً و32 ينتظرون الترخيص الإداري في "حسياء" اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تعقد اجتماعاً مع فعاليات حمص