دمشق تنزع أقنعة «الإنسانية» عن رعاة الإرهاب..بلطجة أميركية في الركبان والباغوز .. وأنقرة توثق عرى إرهابها مع «النصرة»

تواصل واشنطن اللعب على حبال احتيالها بحراك عسكري مشبوه في سورية لإعادة تموضع احتلالي مفضوح وان تلطت تحت قش الانسحاب المزعوم، مرتكبة جرائم حرب فاضت من جعبة شرورها التي اتخمتها بكل سبل الوحشية والاجرام للنيل من ثبات الدولة السورية ومحاولة انهاك جيشها الذي اثبت تفوقا وجدارة في كل المعارك التي خاضها وتوّجها بالتحرير والنصر، إضافة لاستهداف صمود السوريين عبر حصار جائر، وما بين مخيم الركبان والباغوز تتعدد اساليب البلطجة العدوانية الاميركية لكن لا تختلف الغايات الدنيئة ولا تخفى المقاصد القذرة من وراء ممارساتها الارهابية بحق السوريين.
ضمن نطاق حدودي ضيق بين الأردن وسورية والعراق في منطقة صحراوية تقع أقصى الشمال الشرقي للأردن، يعود مخيم الركبان إلى الواجهة كون أمريكا كانت تبحث عن موطئ قدم ارهابي لها في سورية بعد فشلها المتكرر، فوجدت عبر هذا المخيم فرصة لإبراز نفسها عبر الادعاء بحماية المدنيين لكن كذبة واشنطن لم تنطل، إذ أظهرت محاولات الفرار المتكررة لسكان هذا المخيم مدى زيف ادعاءات واشنطن، حيث حوّلت الأخيرة المخيم إلى معتقل كبير.
اليوم تعود تفاصيل حياة السكان في مخيم «الركبان» إلى الواجهة من جديد بعد أن وصلت الظروف المعيشية هناك إلى طريق مسدود في ظل تجاهل تام من قبل القوات الأمريكية المحتلة التي تدّعي حماية المواطنين السوريين هناك، وهي تستمتع وتتلذذ بتعذيبهم، وما يؤكد ذلك المحاولات المستمرة لسكان المخيم للفرار من الجحيم الذي يعيشون فيه مقابل 300 دولار يجب أن يدفعها الشخص الواحد ليتمّكن من الهروب، حيث ورد في بيان مشترك عن مقري التنسيق الروسي والسوري، أن الارهابيين يتقاضون 300 دولار من كل نازح يقرر مغادرة مخيم «الركبان»، حيث تمكن أكثر من 800 نازح سوري من مغادرة المخيم بهذه الطريقة، فيما لم يتمكن الكثيرون هناك من ذلك لعدم توفر المال لديهم، لذا يخشى من غادر أن يصرح بهذه المعلومات، خوفا على حياة من بقوا هناك.
من هنا طالبت دمشق وموسكو عبر البيان بالضغط على الولايات المتحدة لتفكيك المخيم والسماح لكل السوريين الموجودين فيه بالعودة إلى مناطقهم بسلام، وأن تتخلى الأمم المتحدة عن إرسال القوافل الإنسانية إلى المخيم لأن الأمريكيين يستخدمون قسما كبيرا من هذه الشحنات لإطعام الإرهابيين.
أما على الحدود الأخرى في الشمال لم تتوقف آلة الحرب الأمريكية باستهداف المدنيين في الباغوز مخلفة مزيداً من الضحايا الأبرياء، في الوقت الذي اعتبرت فيه دمشق أن بيان الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا حول سورية يشكل وثيقة تاريخية عن الكذب والنفاق والتضليل والتزييف، فهم يتحملون المسؤولية الأولى عن الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا في سورية ودول المنطقة.
ولم يكف واشنطن كل ادعاءاتها وفظاعة أفعالها في مخيم الركبان بل استمر التحالف الذي تقوده في شمال سورية بالاعتداء وقتل المدنيين تحت نفس شعارها المثقوب «داعش» لتكون هذه المرة حصيلة اعتداء طائراتها استشهاد 10 أطفال بينهم مدنيون نتيجة العدوان على الباغوز في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي.
الى تركيا فلا يزال المشهد والمعطيات القادمة من الشمال تتحدث عن العلاقة القوية بين ارهابيي النصرة وانقرة، في ظل تعاون الاخيرة مع عناصر التنظيم الارهابي، فبعدما حاولت»جبهة النصرة» الارهابية عرقلة تسيير الدوريات التركية لأن أنقرة لم تشاركهم فيها، أعلنت القوات التركية أنها ستتشارك بدورياتها مع «جبهة النصرة» في إدلب، وذلك بعد محادثات بينهما للوصول إلى حل يرضي «النصرة».
وكشفت مصادر إعلامية عن مصادر مقربة من «النصرة» عن محادثات استمرت ثلاثة أيام بين الاستخبارات والعسكريين الأتراك من جهة وقيادات إرهابية من «النصرة» من جهة ثانية، وكان موضوع الدوريات التركية في إدلب هو صلب المحادثات، ونتج عن هذه المحادثات قبول إرهابيي «النصرة» بتسيير الدوريات التركية شرط أن يتم إخبار متزعمي «النصرة» الإرهابية بها قبل بدء التسيير، على أن تعود الدوريات التركية إلى استئناف عملها خلال اليومين القادمين، وذلك بعدما تعاونت أنقرة مع «النصرة» للانتشار في إدلب، الأمر الذي يخالف اتفاق إدلب.
ومن المفترض أن يكون الهدف من هذه الدوريات هو المحافظة على اتفاق «خفض التصعيد» مراقبة سريان اتفاق إدلب، الذي يشترط عدم وجود «النصرة» في منطقة الاتفاق في حين تستمر خروقات الفصائل الارهابية على مواقع الجيش العربي السوري في محيط إدلب، من خلال محاولات التسلل المستمرة إضافة إلى حالة الفلتان الأمني المتفشية في المحافظة بسبب الاقتتالات بين «النصرة» وفصائل تركيا الارهابية والتفجيرات، الامر الذي زاد انزعاج روسيا من التصرفات التركية والتي ظهرت من خلال تأجيل زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لزيارته إلى أنقرة للمرة الثانية.
سياسياً حملت دمشق الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا المسؤولية الأولى عن الدماء التي سفكت ظلما وعدوانا في سورية ودول المنطقة، وهو ما أكدته وزارة الخارجية والمغتربين معتبرة البيان الذي أصدرته هذه الدول أنه وثيقة تاريخية عن الكذب والنفاق والتضليل والتزييف ، فتطورات الأحداث أكدت أن ما شهدته سورية وبعض دول المنطقة هو نتاج مؤامرة غربية تقودها الولايات المتحدة وينظر لها عتاة المحافظين الجدد والمفكرين الصهاينة وذلك بهدف العودة إلى الماضي الاستعماري بحلة جديدة ورهن إرادة دول المنطقة لمشيئتها ونهب ثرواتها ومقدراتها وتمكين «إسرائيل» من أن يكون لها اليد العليا على حساب الحقوق والمصالح العربية.
على صعيد آخر تواصل عجلات العملية السياسية بالتوازي مع الميدان بالدوران حيث وصل المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسون، والتقى وزير الخارجية وليد المعلم، الذي شدد خلال اللقاء على أن الدستور وكل ما يتصل به شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي.
أما ميدانياً يواصل الإرهابيون خرق كل الاتفاقات وضربها بعرض الحائط مستهدفين المزيد من المدنيين، بالمقابل كان الجيش العربي السوري لهم بالمرصاد ليصد اي محاولة هجوم، وعليه وجهت وحدات الجيش العربي السوري في ريف حماة الشمالي ضربات مكثفة على تحركات وتجمعات المجموعات الإرهابية ردا على خروقاتها المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد، والتي أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير عدة أوكار وأسلحة وذخائر لهم.

الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص