الضغط بفائض النفاق!!

 مُخطئة، تذهبُ منظومة العدوان التي تقودها الولايات المتحدة، لاستخدام فائض النفاق الذي تَمتلكه لمُمارسة الضغط السياسي على سورية وحلفائها. وما البيان الأميركي – الغربي المُشترك الذي صدر مُؤخراً عنها، بتوقيعها مع الشركاء الآخرين بالقارة العجوز سوى الدليل الذي يُضاف لسلسلة الأدلة التي وَثَّقت وتُوثق لأقذر هجمة إرهابية أعدتها واشنطن وشارك بها أكبر عدد من الأنظمة الاستعمارية الغربية، قد مَولها أعرابُ الخليج، وتَغذت على الفكر الوهابي الإخواني الحقير.
تُخطئ واشنطن إذا كانت تَعتقد أنها بالضغط السياسي ستُحدث الفرقَ المطلوب صهيونياً، وستَرتكب أعظم الأخطاء هي ومن معها، إذا كانت تَظن أنه في ربع الساعة الأخير ستَتمكن من تَعطيل الناجز من الانتصارات التي سَجلتها سورية وحلفاؤها سواء لجهة دحر الإرهاب، أم لناحية تَحطيم مشروع استهداف المنطقة وتَفتيتها على أُسس عرقية ومَذهبية لخدمة كيان الإرهاب المُنظم «إسرائيل»، ولتحقيق الأطماع الاستعمارية في الهيمنة والنهب.
من الواضح أنّ الولايات المتحدة التي كانت وما زالت تَتناوب، في توزيع قَذر للأدوار مع فرنسا وبريطانيا، بين فترة وأخرى على مُحاولة إغراق العالم بفائض الدجل والنفاق الذي تَمتلك مَخزوناً مُرعباً منه واشنطن وباريس ولندن، هي في مَرحلة العجز، وتُعاني الإفلاس، ولذلك ربما تَستعين كل منها، وحسب الحاجة، ببقية الشركاء بالمنطقة والعالم، فضلاً عن اجتماعها على مُحاولة تَسخير المُنظمات الدولية لخدمة أكاذيبها، مرّة بالفبركة، وأخرى بالتزوير والتلفيقات، ودائماً بهدف التَّسييس، لمُمارسة الضغط، بعد أن أخفقت بتحقيق أهدافها من خلال العدوان المباشر الذي لجأت له بعد دحر أذرعها الإرهابية.
مُؤتمر بروكسل الأخير، سيَبقى أحد مَصاديق العجز، ناهيك عن أنه أحدُ أوجه التوظيف الرخيص للقضايا الإنسانية، ومُحاولة مكشوفة للنَّفخ فيها تعويضاً عن الفشل، وإنّ البيان الغربي الأميركي المُشترك الأخير، يُؤشر بما لا يَرقى للشك من أنّ حلف العدوان يَغرق بالمأزق الكبير، وتَشعر أطرافه بهذه الأثناء بالاختناق، تَبحث عن طوق نجاة، فلا تَجد غير فوائض النفاق التي لن تَتكفل إلا بجعلها تَعلق في قاع شرورها المُوحل بقذارتها.
المُهجرون، الجولان، لجنة مُناقشة الدستور، إعادةُ الإعمار، مُحاولة التضييق والحصار الاقتصادي، هي عناوين الضغط الحالي، تَستخدمها واشنطن وبقية الشركاء بحلف العدوان لتَحصيل ما يمكن تَحصيله، وإلا فمن أجل التعطيل، ولإبقاء التهديدات قائمة، وبالتأكيد لمنع الاستقرار ولإطالة أمد الحرب والتوتر.
لا شك أنها عَناوين مُؤثرة، ولكن من الوهم الاعتقاد بأنّ استخدامها قد يُؤدي إلى تحقيق ما كان يُراد له أن يكون ويَتحقق، ذلك أنها تَبقى مُجرد عناوين، بعضُها كان مَوجوداً واستُخدم بخُبث مراراً لكن بلا طائل أو جَدوى، وبعضُها الآخر هو عبارة عن مُفرزات للعدوان الذي يَكتب المُنتصرون الآن فصله الأخير، لا أطراف العدوان الذين تَضغط عليهم الخَيبات، الانكسارات والهزائم!! ثم إنه إذا كان الأخطر قد تمَّ إسقاطه بعزيمة فولاذية، صارت أصلب، فهل اللجوء لفوائض النِّفاق إلا مُقامرة خاسرة؟!.

علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 18-3-2019
الرقم: 16934

آخر الأخبار
مسؤولان أوروبيان: سوريا تسير نحو مستقبل مشرق وتستحق الدعم الرئيس الشرع يكسر "الصور النمطية" ويعيد صياغة دور المرأة هولندا.. جدل سياسي حول عودة اللاجئين السوريين في ذكرى الرحيل .. "عبد الباسط الساروت" صوت الثورة وروحها الخالدة قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل خرقها اتفاق فصل القوات 1974 "رحمة بلا حدود " توزع لحوم الأضاحي على جرحى الثورة بدرعا خريطة طريق تركية  لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا قاصِرون خلف دخان الأراكيل.. كيف دمّر نظام الأسد جيلاً كاملاً ..؟ أطفال بلا أثر.. وول ستريت جورنال تكشف خيوط خطف الآلاف في سوريا الأضحية... شعيرة تعبّدية ورسالة تكافل اجتماعي العيد في سوريا... طقوس ثابتة في وجه التحديات زيادة حوادث السير يُحرك الجهات الأمنية.. دعوات للتشدد وتوعية مجتمعية شاملة مبادرة ترفيهية لرسم البسمة على وجوه نحو 2000 طفل يتيم ذكريات العيد الجميلة في ريف صافيتا تعرض عمال اتصالات طرطوس لحادث انزلاق التربة أثناء عملهم مكافحة زهرة النيل في حماة سوريا والسعودية نحو شراكة اقتصادية أوسع  بمرحلة إعادة الإعمار ماذا يعني" فتح حساب مراسلة "في قطر؟ أراجيح الطفولة.. بين شهقة أم وفقدان أب الشرع في لقاء مع طلاب الجامعات والثانوية: الشباب عماد الإعمار