وعادت كرتنا إلى المربع الأول بخيارها المحلي ليقود منتخبها الأول، ولا فرق يذكر إن كانت مكرهة على العودة، أو طواعية بعد أن خاضت تجربة جديدة مع مدرب أجنبي لم يضف لها شيئاً سوى الخيبة والمرارة، بل سحب من رصيدها الفني والتكتيكي والمالي الكثير الكثير.
لم يحسم الجدل تماماً ولم تسدل الستارة على ذلك التباين الصارخ في الرؤى ووجهات النظر المتعلقة بحاجة كرتنا لمدرب أجنبي، أو لمدرب محلي يعرفها تمام المعرفة ويدرك مواطن ضعفها ومكامن قوتها؟! وتحديداً بعد وضع سقفا منخفض الارتفاع نسبياً للكتلة المالية التي تغطي نفقات استقدام مدرب من الخارج والتعاقد معه ورواتبه ومكافآته وحوافزه.
إذ يرى الكثيرون من المتابعين والمهتمين والمعنيين بالشأن الكروي أن كرتنا أشد ماتكون بحاجة لمدرب ذي مواصفات عالمية وكفاءة وقدرة على التطوير والارتقاء، وهذه الشروط لا تتوافرفي تلك القائمة من المدربين الذين تدأب كرتنا على خطب ودهم، بالنظر لمحدودية الإمكانات المالية وشح مصادر التمويل، وعلى ضوء هذه المعطيات فإن المدرب المحلي القدير، وبشيء من الدعم والتحفيز والصلاحيات، يستطيع أن يدير دفة المنتخب ويبحر بها في بحر المنافسة الإقليمية والقارية وربما الدولية أيضاً.
وثمة الكثير من مدربينا الذين خاضوا ويخوضون تجارب ناجحة في تدريب فرق عربية محترفة استطاعوا تحقيق حضور فاعل ومؤثر، إضافة للسمعة والشهرة أيضاً، وهؤلاء ماكان لهم أن يتألقوا لولا مناخ الاحتراف الحقيقي الذي يدلي بدلوه هناك، وفي كل شاردة وواردة.
مازن أبو شملة
التاريخ: الثلاثاء 19-3-2019
رقم العدد : 16935