ليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة، مثل صيني ينطبق تماماً على حال السياسة الأميركية تجاه الأزمة في سورية منذ يومها الأول وحتى يومنا الراهن، فكم كانت جبال الكذب الأميركية شاهقة منذ اختراع مسرحيات (الكيماوي) المزعومة وحتى إخراج فصول مسرحية الانسحاب الأميركي من سورية ثم الارتداد عليها بحجج واهية وباطلة؟!.
وكم كان لفضائحها أجنحة حين تاجرت بمأساة المدنيين المحاصرين في مخيم الركبان وحين لعبت على حبال الحالة الإنسانية هناك؟ وكم كانت الصور الإعلامية الغربية ملفقة أثناء قتل الطائرات الأميركية للأبرياء في الرقة ودير الزور وبقية القرى والمدن السورية بحجة قصف داعش، فيما المخططات تتسرب لتؤكد أن كل ما تقوم به واشنطن من جرائم هدفه استمرار الغزو والاحتلال بذريعة انتظار الحل السياسي؟!.
اليوم تستمر أميركا في كذبها المعهود فتتحدث عن ضرورة إبقاء مئات من جنودها عبر إعادة تموضع احتلالي مفضوح لقواتها، والحجة جاهزة وهي انتظار الحل السياسي، وتستمر في دجلها حين تصدر البيانات التي تحمل الدولة السورية مسؤولية ما يجري من إرهاب مع أن الوثائق والأرقام تفضح جرائمها بحق السوريين كل دقيقة.
ما بين المنكوبين بعدوانيتها في مخيم الركبان والمذبوحين بسكين (إنسانيتها) في الباغوز تتوالى فصول البلطجة والغطرسة والدجل والرياء، فلم تجد واشنطن الفاقدة لشرعية وجودها في سورية والخاسرة لكل أوراقها الإرهابية إلا البحث عما يستر عوراتها، فكان (معتقل) الركبان فرصتها لإبراز نفسها الحامية لحقوق الإنسان والمدافعة عن كرامة البشر مع أنها القاتلة رقم واحد للإنسان في العالم والمنتهكة رقم واحد لحقوقه.
تدعي حماية السوريين من الإرهاب وتنظيماته في الوقت الذي تصرح أنها ستنفق خمسة ملايين دولار على منظمة (الخوذ البيضاء) الإرهابية التي رأى العالم فصول مسرحياتها الكيميائية في أكثر من منطقة علّ الملايين الجديدة تنتج فصولاً أخرى من الدجل السياسي لاستثماره في محطات عدوانية جديدة ضد الدولة السورية.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 21-3-2019
رقم العدد : 16937