ثورة أون لاين :
قوبلت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاستفزازية حول الجولان العربي السوري المحتل بعاصفة من الإدانات والانتقادات الدولية حيث أكدت الكثير من الدول والأحزاب رفضها تلك التصريحات الهوجاء مشددة في الوقت نفسه على قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة التي تؤكد أن الجولان عربي سوري وسيبقى كذلك ولن يتغير مهما طال الزمن.
روسيا أدانت بشدة عبر الكرملين ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية تصريحات ترامب مؤكدة أنها تهدد الاستقرار في المنطقة.
الخارجية الروسية لفتت إلى أن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل” منذ عام 1967 وأن تصريحات الرئيس الأمريكي حوله تجاهل للقانون الدولي بينما أكد مجلس الأمن القومي الروسي ضرورة عدم قيام أي طرف باستفزاز الوضع في الشرق الأوسط بتصريحات غير منطقية.
الرئاسة الروسية شددت على أن تصريحات الرئيس ترامب هذه “تهدد الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط”.
وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة ديميتري بيسكوف: “من الممكن أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى استمرار زعزعة الوضع المتوتر في الشرق الأوسط بشكل جدي كما أنها لا تتفق بصورة أو بأخرى مع أهداف التسوية في الشرق الأوسط بل بالعكس”.
وزارة الخارجية الإيرانية أدانت تصريحات ترامب غير الشرعية وغير المقبولة مشيرة إلى أن هذه التصريحات لا تغير في طبيعة انتماء الجولان لسورية وتثبت بوضوح هزيمة سياسات المساومة وصحة طريق المقاومة والصمود في مواجهة طبيعة أمريكا والكيان الصهيوني العدوانية والتوسعية.
الاتحاد الأوروبي سارع من جهته إلى انتقاد إعلان ترامب حول الجولان السوري المحتل وقالت المتحدثة باسم المفوضية العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد مايا كوسيانتشيش: إن “موقف الاتحاد الأوروبي إزاء انتماء الجولان لم يتغير وإنه بموجب القانون الدولي لا يعترف بسيادة “إسرائيل” على الأراضي التي احتلتها في عام 1967″ بينما أكد رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك اليوم تمسك الاتحاد بموقفه فيما يتعلق بالجولان مشيرا إلى أن موقف الاتحاد معروف جيدا في هذا الصدد ولم يتغير.
ألمانيا من جانبها نددت بتصريحات ترامب وأكدت على لسان المتحدثة باسم حكومتها أولريكه ديمر أن الجولان أرض سورية تحتلها “إسرائيل” وترفض الحكومة الخطوات الأحادية.
وزارة الخارجية الفرنسية من جانبها قالت في إفادة اليوم تعليقا على تصريحات ترامب: إن الجولان أرض تحتلها “إسرائيل” منذ عام 1967 وفرنسا لا تعترف بضم إسرائيل لها عام 1981.
وأضافت الوزارة: “إن الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على الجولان وهي أرض محتلة سيتعارض مع القانون الدولي وبخاصة الالتزام بألا تعترف الدول بوضع غير مشروع”.
وفي بكين أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ ردا على تصريحات الرئيس الأمريكي حول الجولان السوري المحتل إنه فيما يتعلق بمسألة الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان هناك أحكام واضحة في قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338.
مصر من جانبها أدانت تصريحات ترامب وأكدت وزارة الخارجية موقف مصر الثابت باعتبار الجولان السوري أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية.
الأردن وعلى لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي شدد على موقفه الثابت بأن الجولان أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة.
أحزاب وفعاليات وشخصيات لبنانية مختلفة أدانت كذلك تصريحات الرئيس الأمريكي حول الجولان السوري المحتل مؤكدة أنها لا تمتلك أي صفة شرعية أو قانونية وتأتي في سياق الدعم الأمريكي المستمر لكيان الاحتلال الصهيوني على حساب المصالح العربية.
الإدارة الأمريكية ربما تصم مسامعها أمام الإدانات والانتقادات الدولية لتصريحات ترامب حول الجولان العربي السوري المحتل وغيره من القضايا الدولية لكن هذه الإدانات تؤكد أن عصر التفرد بالقرار الدولي انتهى إلى غير رجعة وأن العالم بات يشعر بالخطر جراء السياسات العدوانية للإدارات الأمريكية القائمة على الهيمنة والغطرسة والبلطجة والابتزاز وسرقة مقدرات الشعوب بحجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة فضلا عن الرغبة الدولية في إعادة الاعتبار للشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.